بين مقتنياته الشخصية، وآلاته الموسيقية الخاصة، تهادت أنغام مقطوعات الموسيقي الشهير طارق عبد الحكيم على مسامع، منصور ونورة الوعل، وهما زوجان حضرا برفقة أطفالهما إلى متحف الراحل الذي دشنته وزارة الثقافة في منطقة جدة التاريخية، أخيراً.
يقول منصور الذي يبدو أنه في منتصف الثلاثينات من عمره، حضرت برفقة أسرتي بعدما عرفت قصة تلحين الراحل طارق عبد الحكيم، للنشيد الوطني، إذ دفعني تاريخه الفني للتعرف عن شخصيته وطبيعة أعماله عن قرب، فيما تشاركه زوجته نورة الرأي، مشيرة إلى أن زيارتهما قربتهما أكثر من تفاصيل حياة الراحل.وبعد نحو 13 عاماً من رحيله، احتفت وزارة الثقافة بتجربة الراحل عبر تأسيس مركز متحف طارق عبد الحكيم، الذي ما إن تدلف إليه حتى تلفتك تفاصيل مقتنياته التي جسدها القائمون على المركز ذاته، بعدما جمعوها من أبنائه وأحفاده، لتخليد إرثه، مثل سترته العسكرية منذ العشرينيات الميلادية، وسترة والده عبد الكريم، فضلاً عن أزيائه المفضلة على غرار الثوب المفضل لديه، والزي السديري بمفتاحه الموسيقي الثلاثي.بدلته العسكريىةبدلته العسكريىةوفي المقابل، تجولت العربية.نت في أرجاء المعرض. بدا لافتاً إقبال الزوار بكثافة. فيما تبدي لك المقتنيات المعروضة روافد تشكيل الراحل، فمثلاً تستقبل الزائر قصة تأثير مدينة الطائف، تلك المحافظة الجبلية على الهوية الموسيقية لطارق عبد الحكيم، إذ تروي حكاية تأثره بأولئك الزوار الأثرياء الذين يحضرون إلى الطائف، رفقة الموسيقيين الشهيرين، ما أتاح له فرصة التعرف عن كثب على النوتة الموسيقية، وأسرار آلة العود الموسيقية.
وتشير المعلومات إلى أن المركز الذي يضم متحف الراحل سيحتوي على مركز أبحاث غنائية خاصة، وموسيقية، فضلاً عن خدمات أرشفة متاحة للباحثين والمهتمين، فيما يشهد توسعاً في المرحلة المقبلة، ويعد العميد طارق عبد الحكيم موسيقيا يتمتع برؤية لافتة، إذ أسس الموسيقى العسكرية السعودية، وكان ملحناً، وموزعاً غنائياً، ومغنياً، كما أنه كان باحثاً موسيقياً.
وما إن يتجول البعض داخل المتحف الذي تتمنى وزارة الثقافة أن يصبح منصة ملهمة للأجيال الجديدة المهتمة بالموسيقى، حتى تأسرهم المسودة الأولية للنشيد الوطني السعودي، فضلاً عن أقلام الراحل المستخدمة في إضفاء التعديلات على النوتات اللحنية، بجانب أوراق العديد من المقطوعات، على غرار نصوص مكتوب بخط يده تتضمن أوجه العلاقة الوثيقة بين الشاعر والفنان، لافتاً إلى أنها علاقة تمتاز بأنها بدأت بالذوق، وانتهت بالتصادم.