روى الكاتب والباحث السعودي المهتم في الحركات الإسلامية عبدالله بن بجاد، موقفاً يكشف حالة التناقض الذي تعيشه جماعة الإخوان المسلمين على مدى تاريخها المترع بظواهر التزييف، إذ ذكر الكاتب في سياق حديثه لبرنامج “سجال” عبر شاشة “العربية” قصته مع الداعية الإخواني الكويتي طارق السويدان قائلاً: “كنا في روما لحضور مؤتمر ثقافي يوماً ما، وأباح السويدان بحالتي الكفر والردة، وقال كلاماً لم أعهده! مشدداً على أن “الكفر والردة” حرية يكفلها الإسلام”، وهو الأمر الذي يتناقض مع تصريحات السويدان البتة.
يقول الكاتب عبد الله بن بجاد: ما إن سمعت حديث السويدان مع النائبة الإيطالية حتى شعرت بالصدمة، وبمجرد خروجي من المسرح أسرّ لي القول المذيع فيصل القاسم بشعوره بحالة تقزز نتيجة حرص – السويدان – بالتماهي مع القيم الغربية، وهو الأمر الذي يعبر عن شخصية طارق السويدان بأن الهدف هو السلطة وكل ما دون ذلك يمكن تأويله.ويقول عبدالله بن بجاد إن طارق السويدان عنصر منظم في جماعة الإخوان، ولكنه يدعي أن له دوراً أكثر مما هو عليه، وأصبح ضمن قيادات التنظيم بفعل نجوميته، والجماعات السرية والجماعات التنظيمية في كل دول العالم عبر التاريخ فإن قياداتها الحقيقية ليسوا مشهورين أو “نجوما”، إذ استفاد من حالة الضوء التي كان ينعم بها ليمنح نفسه أدواراً ذاتية بفعل طموحه الشخصي، في حين أن دوره الحقيقي التنظيمي الداخلي ليس ذا قيمة، إذ يفترض بالتنظيمات السرية ألا يكون نجومها في قيادة عصب التنظيم.وروى بن بجاد في سياق حديثه بدايات الداعية الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان قائلاً: طارق السويدان في بداياته ظهر عبر أشرطة الكاسيت في التسعينيات الميلادية، لم يكن يفقه شيئا في العلوم الشرعية والتاريخ حتى إنه كان ينطق أسماء الأعلام في العلوم الشرعية بطريقة خاطئة.