رؤية السعودية 2030: مشروع ثقافي يعزز قيم الاعتدال ويحارب التطرف

أكد نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد الخريجي، أن رؤية السعودية 2030 تمثل أكثر من مجرد خطة اقتصادية تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط؛ بل هي مشروع ثقافي وطني يهدف إلى بناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة. جاء ذلك في كلمته خلال مشاركته في المؤتمر العاشر لتحالف الحضارات الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة في 26 نوفمبر 2024.

تحقيق التنوع والانفتاح على العالم

وأشار الخريجي إلى أن رؤية السعودية 2030 تُعنى بتأسيس مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، في وقت تسعى المملكة من خلالها إلى تعزيز دورها في دعم السلام العالمي ونشر التعايش السلمي بين الشعوب المختلفة. وقد وصف رؤية المملكة بأنها “منظومة شاملة” تهدف إلى تعزيز التنوع الثقافي والاعتدال، وذلك من خلال الانفتاح على العالم ودعم الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة.

وأكد نائب وزير الخارجية السعودي أن رؤية المملكة 2030 ليست مجرد مبادرة محلية، بل تسعى إلى إرساء أسس التعاون الدولي وتعزيز الأمن والسلام العالمي. وقال: “إن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة للحوار، بل هو رسالة سامية تهدف إلى تعزيز الفهم المشترك بين الشعوب، وخلق جسور للتواصل بين الثقافات المختلفة لتجاوز الخلافات وبناء عالم أفضل.”

مكافحة التطرف وتعزيز التسامح

تحدث الخريجي عن الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في محاربة الفكر المتطرف، من خلال العديد من المبادرات الوطنية والدولية. وأوضح أن المملكة أطلقت العديد من البرامج والمؤسسات التي تساهم في نشر قيم التسامح، من بينها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، بالإضافة إلى مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. كما أشار إلى أهمية مركز “اعتدال” الذي يُعنى بمكافحة الفكر المتطرف وتعزيز التسامح بين مختلف مكونات المجتمع.

وأكد الخريجي أن المملكة لا تزال تلتزم بدعم التحالف السياسي والمالي، مشيرًا إلى أن المملكة مستمرة في توفير الموارد اللازمة لدعم هذه المبادرات التي تشكل جزءًا من التزامها ببناء مجتمع يعزز التعايش السلمي ويسهم في نشر قيم الاعتدال.

الدعوة لتكثيف التعاون الدولي

في ختام كلمته، دعا الخريجي إلى تكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التسامح والاعتدال في الأجيال القادمة. وأشار إلى أن المملكة تعتزم استضافة الدورة الحادية عشرة من مؤتمر تحالف الحضارات في عام 2025، مؤكدًا أن هذا المؤتمر سيشكل فرصة لتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وتفعيل التعاون الدولي في مجال مكافحة التطرف وتعزيز التعايش السلمي.

خلاصة

رؤية السعودية 2030 ليست مجرد خطة اقتصادية، بل هي مشروع ثقافي طموح يسعى إلى بناء قيم الاعتدال والانفتاح على الثقافات الأخرى، مع التركيز على محاربة التطرف وتعزيز التعايش السلمي. من خلال مشاركتها في مؤتمرات دولية مثل تحالف الحضارات، تسعى المملكة إلى تعزيز دورها كداعم رئيسي للسلام العالمي والتنمية المستدامة، ما يعكس التزامها العميق بمبادئ الاعتدال والتعاون الدولي.

عن admin

شاهد أيضاً

تنفيذًا لتوجيهات القيادة في منطقة الرياض.. إزالة تعديات ضخمة على أراضٍ حكومية بمساحة تتجاوز 39 مليون متر مربع في مدن ومحافظات المنطقة

في إطار توجيهات حازمة وصارمة من أمير منطقة الرياض ونائبه، وضمن الجهود المتواصلة لحماية الممتلكات …