في حادثة مروعة شهدتها مدينة ماغدبورغ في ألمانيا، قام مواطن سعودي يُدعى طالب العبد المحسن بارتكاب هجوم دهس استهدف سوقًا لعيد الميلاد، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين. هذا الهجوم كان قد أثار صدمة كبيرة في المجتمع الألماني والعالمي، لكنه حمل معه تفاصيل مثيرة للقلق حول تقاعس السلطات الألمانية في التعامل مع تحذيرات سابقة.
تحذيرات السعودية تجاه المنفذ
أعلن مصدر سعودي أن العبد المحسن، الذي يحمل آراء متطرفة وفقًا للوكالة، كان قد أبدى توجهات متطرفة على منصة “إكس”، وهو ما دفع السلطات السعودية إلى تحذير السلطات الألمانية من خطره. ووفقًا لموقع “دير شبيغل”، فقد تلقت الحكومة الألمانية ثلاثة تحذيرات من المملكة حول العبد المحسن، إلا أن هذه التحذيرات قوبلت بتجاهل تام من قبل السلطات المعنية.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت مراسلة “العربية/الحدث” بأن سيدة سعودية كانت قد حذرت السلطات الألمانية العام الماضي من نية العبد المحسن تنفيذ هجوم، لكن دائرة الهجرة الألمانية لم تأخذ تحذيراتها على محمل الجد. وكانت قد تكررت هذه التحذيرات مع تشديد على ضرورة التحقيق الجاد في التهديدات التي كانت تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
التحقيقات الألمانية
على الرغم من التحذيرات المتكررة، قامت الشرطة في ولاية “ساكسونيا أنهالت” الألمانية بفتح تحقيق في تهديدات العبد المحسن على “إكس”، إلا أنها استنتجت أن هذه التهديدات لا تشكل خطرًا ملموسًا، مما أدى إلى إغلاق التحقيق. هذا التراخي في التعامل مع التهديدات قد يُعد سببًا رئيسيًا في وقوع الهجوم، الذي كان يمكن تجنبه لو تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
خلفية المنفذ وصلاته باليمين المتطرف
العبد المحسن، الذي كان يعيش في ألمانيا منذ عام 2006 وحصل على وضع لاجئ، كان معروفًا بتوجهاته المتطرفة التي عبر عنها على منصات التواصل الاجتماعي. حسب ما أفادت السلطات الألمانية، لم يكن الرجل معروفًا كمتطرف حتى وقوع الحادث. لكن التحقيقات أظهرت أنه كان على صلة باليمين المتطرف في ألمانيا، وكان يعبر عن آرائه ضد ما اعتبره “أسلمة” المجتمع.
انتقادات وتجاهل التحذيرات
بعد الحادث، تعرضت الحكومة الألمانية لانتقادات واسعة من وسائل الإعلام الألمانية، التي اعتبرت أن الهجوم كان يمكن تفاديه إذا تم التعامل بجدية مع التحذيرات التي وردت من السعودية. هذا التجاهل جعل القضية تتصدر الأخبار، حيث تساءل الكثيرون عن السبب وراء فشل السلطات الألمانية في اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ختامًا، يعكس هذا الحادث معضلة حقيقية في التعامل مع التهديدات المتطرفة وتبادل المعلومات بين الدول. فهو يثير تساؤلات عن فعالية آليات التعاون الأمني الدولية وعن كيفية التعامل مع المعلومات المرسلة من الدول التي تحذر من مخاطر محتملة.