في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز الشمولية والتمكين، تم تدشين خدمة جديدة في المملكة العربية السعودية تتيح للمكفوفين حضور المباريات والاستمتاع بها بشكل تفاعلي. هذه الخدمة، التي تم تطبيقها في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، تعتمد على لوحة تفاعلية تستخدم تقنيات حديثة تعتمد على اللمس، مما يساعد المكفوفين على فهم مجريات المباراة.
تعاونت وزارة الرياضة مع شركة STC وجمعية كفيف لتقديم هذه المبادرة، التي شهدت تطبيقها الأول خلال كأس السوبر الإسباني في جدة. حيث أبدى عبدالله السحيمي، أحد المكفوفين، إعجابه الشديد بهذه التجربة الفريدة، مؤكداً أنها كانت الأولى من نوعها التي تمكنه من متابعة المباراة من بدايتها إلى نهايتها بطريقة ممتعة.
تتضمن اللوحة التفاعلية خطوط الملعب وكاميرات تتبع الكرة، بينما توفر سماعات صوتية تحديثات دقيقة عن كل ما يحدث في المباراة، بدءًا من التعليقات على اللعب وصولاً إلى تفاصيل الحكم. وقد أبدى السحيمي ارتياحه من التأخير الذي كان يواجهه في التجارب السابقة، حيث كانت التقنية الجديدة تضمن تزامن البث مع مجريات اللعب.
قبل هذه المبادرة، كانت التجارب السابقة تعتمد على أجهزة راديو متصلة بالبث التلفزيوني، مما كان يؤدي إلى تأخيرات في التعليقات. ومع تطبيق هذه الخدمة، تحقق المكفوفون من أنهم يحصلون على تجربة مشاهدة حية ومليئة بالتفاصيل الدقيقة، مما يعزز من تجربتهم الرياضية.
علاوة على ذلك، تم تقديم تذاكر مجانية للمكفوفين ومرافقيهم، مع تخصيص مقاعد لهم في المدرجات، مما يتيح لهم الاستمتاع بالأجواء الرياضية الفريدة من قلب الحدث.
تُعتبر هذه المبادرة جزءًا من جهود المملكة لتحسين تجربة ذوي الإعاقة البصرية وتمكينهم من المشاركة الفعالة في الفعاليات الرياضية، وتبرز قدرة التكنولوجيا على تحسين جودة الحياة وتعزيز المشاركة المجتمعية.
من خلال هذه الخطوة، تؤكد STC ووزارة الرياضة على أهمية العمل المشترك لتعزيز الاستدامة الاجتماعية، وتوظيف أحدث التقنيات لخدمة المجتمع، مما يعكس رؤية المملكة في تعزيز الشمولية والابتكار.