كشفت منصة “فودكس” المتخصصة في تحليل البيانات الخاصة بقطاع المطاعم والمقاهي في المملكة العربية السعودية عن تقرير جديد يُظهر أن إيرادات هذا القطاع قد تجاوزت 100 مليار ريال سعودي في العام الماضي، مما يعكس النمو الكبير الذي يشهده هذا القطاع الحيوي في المملكة.
يعتبر قطاع المطاعم والمقاهي في السعودية من أبرز القطاعات التي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، والتي تركز على تنويع مصادر الدخل وتعزيز السياحة والترفيه. وأكد التقرير أن النمو الكبير في الإيرادات جاء نتيجة عدة عوامل، أبرزها زيادة الطلب على خدمات الطعام والشراب في المدن الكبرى، بالإضافة إلى التوسع الكبير في قطاع المطاعم والمقاهي التي تواكب التوجهات العالمية في تقديم تجارب جديدة للمستهلكين.
العوامل الرئيسية للنمو
تعود الزيادة الملحوظة في الإيرادات إلى عدد من العوامل الرئيسية، أبرزها:
- التغيرات الاجتماعية والاقتصادية: التحولات التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك زيادة الدخل الشخصي، وتحسن مستوى المعيشة، بالإضافة إلى زيادة الوعي بأهمية تناول الطعام في أماكن جديدة وذات تجارب مميزة.
- السياحة والفعاليات الكبرى: انعكاسًا على النمو السياحي في المملكة، بما في ذلك استضافة العديد من الفعاليات والمهرجانات العالمية، مثل فعاليات موسم الرياض، وما ترتب عليها من زيادة أعداد الزوار والمستهلكين الباحثين عن تجارب غذائية متنوعة.
- التحول الرقمي: أدى التحول الرقمي في القطاع إلى تسهيل الوصول إلى المطاعم والمقاهي عبر منصات الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية. وأصبح الطلب على الطعام عبر الإنترنت أكثر انتشارًا، مما ساهم في زيادة الإيرادات بشكل ملحوظ، خاصة خلال فترات الحظر والقيود المرتبطة بجائحة كورونا.
- الابتكار في المنتجات والخدمات: شهد القطاع ابتكارًا ملحوظًا في تقديم منتجات جديدة وتجارب متنوعة، بما في ذلك التوسع في تقديم الأطعمة الصحية، وافتتاح فروع جديدة لمطاعم عالمية في المملكة، مما جذب شرائح جديدة من العملاء.
الآفاق المستقبلية للقطاع
من المتوقع أن يواصل قطاع المطاعم والمقاهي في السعودية نموه بشكل مستدام في السنوات القادمة، خاصة مع استمرار دعم الحكومة لقطاع السياحة والترفيه، بالإضافة إلى المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية في هذا القطاع. مع التزايد المستمر في الاهتمام بالثقافة الغذائية والابتكار في تقديم الخدمات، يتوقع الخبراء أن يشهد القطاع مزيدًا من التنوع في العروض والمنتجات التي تلبي احتياجات مختلف شرائح المجتمع.
كما يُتوقع أن يشهد القطاع تحولات إضافية في مجال الاستدامة، حيث ستزداد المطاعم والمقاهي اهتمامًا بالمنتجات الصديقة للبيئة وتقديم خيارات غذائية صحية ومتنوعة لتلبية احتياجات المستهلكين.
ختامًا
تعد إيرادات قطاع المطاعم والمقاهي في السعودية التي تجاوزت 100 مليار ريال تأكيدًا على قوة الاقتصاد السعودي، والنجاح الكبير الذي حققته القطاعات غير النفطية في السنوات الأخيرة. ويعتبر هذا النمو الكبير في القطاع انعكاسًا مباشرًا للفرص الاقتصادية الجديدة التي أتاحتها رؤية السعودية 2030، وهو ما يشير إلى مستقبل واعد لهذا القطاع في المملكة.