كشفت دراسات علمية حديثة أن المملكة العربية السعودية كانت على مر العصور نقطة التقاء حيوية للهجرات البشرية والحيوانية القادمة من آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يجعلها واحدة من أهم المراكز الحضارية في التاريخ الإنساني. وأظهرت الأبحاث الأثرية والجيولوجية أن الموقع الاستراتيجي للمملكة جعلها جسراً برياً طبيعياً سهّل حركة الكائنات الحية بين القارات الثلاث عبر آلاف السنين.
وتؤكد الاكتشافات العلمية أن شبه الجزيرة العربية شهدت موجات متتالية من الهجرات البشرية منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت مسارات الهجرة تمر عبر صحاريها وواحاتها الخصبة. كما تشير الدراسات إلى أن المملكة كانت معبراً رئيسياً لانتشار العديد من الأنواع الحيوانية بين القارات، مما ساهم في التنوع البيولوجي الفريد الذي تتمتع به المنطقة.
ويرى الخبراء أن هذه الهجرات التاريخية تركت إرثاً ثقافياً وبيئياً كبيراً، تجلى في التنوع السكاني والثراء الطبيعي الذي تميزت به أراضي المملكة. وتكشف النقوش الصخرية والآثار المنتشرة في مختلف أنحاء السعودية عن تفاصيل هذه الرحلات القديمة وأنماط الحياة التي رافقتها.
وتعمل المملكة حالياً على توثيق هذا الإرث الحضاري من خلال مشاريع أثرية وعلمية ضخمة، تهدف إلى الكشف عن المزيد من أسرار هذه الهجرات التاريخية. كما تبرز هذه الاكتشافات الدور المحوري الذي لعبته أراضي المملكة في تشكيل خريطة التوزع البشري والحيواني على مستوى العالم، مما يعزز مكانتها كأحد أهم المتاحف الطبيعية المفتوحة على التاريخ.