في خطوة تاريخية مهمة، أعلنت هيئة تطوير محمية الملك عبد العزيز الملكية عن اكتشافات أثرية غير مسبوقة في منطقة روضة الخفس، الواقعة جنوب المحمية. هذه الاكتشافات تساهم بشكل كبير في فهم تاريخ المنطقة الممتد على مر العصور، حيث تعود الاكتشافات إلى فترات تاريخية تتراوح بين القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي.
وأوضحت الهيئة في بيانها أن الاكتشافات تشمل نقوشًا عربية مبكرة تم العثور عليها على الصخور في المنطقة، وهي تعد من أقدم النقوش التي تم العثور عليها في المملكة العربية السعودية. هذه النقوش تقدم دليلاً هامًا على التفاعل الثقافي والتواصل بين المجتمعات القديمة في شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة. كما أكدت الهيئة أن النقوش قد تحمل معلومات قيمة عن حياة تلك الشعوب، من طقوسهم، ولغتهم، وأنماط حياتهم اليومية.
بالإضافة إلى النقوش، تم اكتشاف رسوم صخرية مدهشة تجسد أشكالًا آدمية وحيوانية، مما يسلط الضوء على مستوى الفن والمهارة التي تمتع بها شعوب تلك الحقبة الزمنية. هذه الرسوم تضاف إلى رصيد الدراسات الأثرية التي أظهرت التنوع الكبير في الأشكال والأنماط الفنية التي كانت سائدة في المنطقة في تلك الفترات.
وذكرت الهيئة أن هذه الاكتشافات قد تمت في إطار عمليات التنقيب المنهجية التي تم إطلاقها في محمية الملك عبد العزيز الملكية، والتي تهدف إلى استكشاف وتوثيق التراث الثقافي الغني للمملكة. وأكدت الهيئة أنها ستواصل جهودها في دعم البحث الأثري وتعزيز التعاون مع علماء الآثار المحليين والدوليين، لتوسيع المعرفة حول تاريخ المملكة العربية السعودية والمنطقة بشكل عام.
وقالت الهيئة إنه سيتم دراسة هذه الاكتشافات وتحليلها بشكل دقيق، بهدف إضافة المزيد من المعلومات حول الحقبات التاريخية المختلفة التي مرت بها المنطقة. كما أضافت أن نتائج هذه الاكتشافات ستكون متاحة للجمهور عبر المعارض والكتب الأثرية التي ستعرض قريبًا.
تعتبر هذه الاكتشافات إضافة هامة للموروث الثقافي السعودي، وتؤكد على أهمية محمية الملك عبد العزيز الملكية كموقع غني بالآثار والمعالم التي تحكي تاريخًا طويلًا ومتنوعًا لشبه الجزيرة العربية.