وصل المنتخب السعودي للعلوم والهندسة إلى مقر فعاليات معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة “آيسف 2025” في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية، استعدادًا للمشاركة في أكبر محفل علمي عالمي لطلاب ما قبل المرحلة الجامعية. يضم المنتخب 40 طالبًا وطالبة من نخبة المواهب السعودية الذين تم اختيارهم بعد منافسات محلية شديدة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي “إبداع 2025″، حيث قدموا مشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية وهندسية متعددة تعكس مستوى متقدمًا من الابتكار والبحث العلمي.
خضع الطلاب المشاركون لبرامج تدريبية مكثفة على مدى عام كامل، تضمنت مراحل تطوير مهارات العرض والإلقاء، والتأهيل العلمي والبحثي، بإشراف نخبة من الأكاديميين والخبراء، بهدف تجهيزهم لتمثيل المملكة بأفضل صورة أمام لجنة تحكيم دولية تضم علماء وخبراء من مختلف أنحاء العالم. وتمت مراجعة المشاريع بدقة من قبل لجنة مختصة بالأخلاقيات لضمان أصالتها ومطابقتها للمعايير العلمية والأخلاقية، ما يعكس حرص المملكة على تقديم أفضل ما لديها في هذا الحدث العالمي.
يشارك المنتخب السعودي في منافسة قوية مع أكثر من 1700 مشارك من نحو 70 دولة، حيث يعرض الطلاب مشاريعهم أمام لجنة تحكيم متخصصة تسعى لتقييم الابتكارات العلمية والبحثية التي تقدم حلولًا للتحديات المعاصرة في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا والهندسة والعلوم الطبيعية. وتأتي مشاركة السعودية ضمن جهودها المستمرة لدعم الموهوبين وتعزيز ثقافة الابتكار والبحث العلمي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على بناء اقتصاد معرفي قائم على الإبداع والابتكار.
تاريخياً، حقق المنتخب السعودي خلال مشاركاته السابقة في معرض آيسف أكثر من 160 جائزة متنوعة، منها 110 جوائز كبرى و50 جائزة خاصة، ما يعكس المستوى المتميز للطلاب السعوديين وقدرتهم على المنافسة في المحافل الدولية. ويعكس هذا النجاح المستمر الدعم الكبير الذي تقدمه مؤسسات وطنية مثل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” ووزارة التعليم، إلى جانب التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث والقطاع الخاص، مما يخلق بيئة محفزة للابتكار والتطوير العلمي.
مع انطلاق فعاليات المعرض، بدأ الطلاب في تجهيز مشاريعهم وتركيبها في الأجنحة المخصصة للعرض، وسط حماسة كبيرة وتطلعات لتحقيق إنجازات جديدة ترفع اسم المملكة عالياً على الساحة العلمية الدولية. ويعتبر معرض آيسف منصة فريدة تتيح للطلاب فرصة التفاعل مع أقرانهم من مختلف دول العالم، وتبادل الخبرات والمعارف، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون العلمي والبحثي.
تأتي هذه المشاركة في وقت تشهد فيه المملكة اهتمامًا متزايدًا بتطوير منظومة التعليم والبحث العلمي، وتهيئة جيل من الشباب القادر على الابتكار والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. ويأمل الطلاب السعوديون في أن تثمر جهودهم عن نتائج مشرفة تعكس تطور التعليم العلمي في المملكة، وتدعم توجهاتها المستقبلية نحو الريادة العالمية في مجالات العلوم والهندسة.