وصلت إلى ميناء جدة الإسلامي أول رحلة بحرية لحجاج بيت الله الحرام القادمين من جمهورية السودان، في خطوة تمثل إضافة نوعية لمسارات قدوم الحجاج هذا العام، حيث استقبلت الجهات المختصة على الفور الحجاج الذين بلغ عددهم حوالي 245 حاجًا، وسط إجراءات أمنية وتنظيمية متكاملة لضمان تسهيل دخولهم وتوفير كل سبل الراحة لهم منذ لحظة وصولهم. وتعكس هذه الرحلة البحرية نجاح الجهود المبذولة لتوسيع خيارات وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تطوير منظومة الحج والعمرة وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
وشهد ميناء جدة الإسلامي تجهيزات متقدمة لاستقبال الحجاج القادمين عبر البحر، حيث تم تفعيل منظومة متكاملة من الخدمات تشمل الجوازات، الأمن، الصحة، والنقل، لضمان انسيابية حركة الحجاج وتيسير إجراءات دخولهم بسرعة ويسر. وقد تم تجهيز فرق متخصصة للتعامل مع الحجاج وتقديم الدعم اللازم لهم، بالإضافة إلى توفير التسهيلات اللوجيستية التي تضمن انتقالهم من الميناء إلى مساكنهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بأعلى مستويات الراحة والأمان.
وتأتي هذه الرحلة البحرية ضمن خطة شاملة تستهدف استقبال الحجاج من مختلف الدول عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، حيث تسعى المملكة إلى تنويع وسائل نقل الحجاج وتوفير خيارات متعددة تناسب احتياجاتهم، مع الالتزام الكامل بتطبيق أعلى معايير السلامة والصحة العامة. وتعتبر هذه الرحلة من السودان عبر البحر إضافة مهمة تتيح للحجاج تجربة سفر مميزة، وتخفف من الضغط على المنافذ الجوية، خاصة في ظل الأعداد المتزايدة من الحجاج سنوياً.
كما تعكس هذه الخطوة حرص المملكة على تعزيز التعاون مع الدول الإسلامية الشقيقة، وتسهيل وصول حجاجها إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة. ويأتي ذلك في إطار الجهود المتواصلة لتطوير منظومة الحج والعمرة، وتوفير بيئة مناسبة تضمن أداء مناسك الحج بأعلى درجات التنظيم والراحة، مع مراعاة الجوانب الصحية والأمنية التي تحظى بأولوية قصوى.
وتشهد المملكة هذا العام توافد أعداد كبيرة من الحجاج من مختلف دول العالم، حيث بدأت طلائع الحجاج في الوصول عبر المنافذ المختلفة، وسط استعدادات مكثفة من الجهات الحكومية والخاصة لتقديم خدمات متكاملة تشمل النقل، الإقامة، الرعاية الصحية، والإرشاد الديني. وتعمل المبادرات الحكومية مثل «طريق مكة» على تسهيل إجراءات الحجاج في بلدانهم قبل وصولهم، مما يسهم في تقليل الوقت والجهد المبذول خلال رحلتهم إلى المملكة.
ويأتي وصول أول رحلة بحرية من السودان إلى جدة تعبيراً عن التنوع الكبير في طرق وصول الحجاج، ويعزز من مكانة المملكة مركزاً عالمياً لاستقبال ضيوف الرحمن، كما يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتوفير كل سبل الراحة والتيسير للحجاج، ليتمكنوا من أداء فريضة الحج بكل خشوع وسلام. وتستمر الجهود لتقديم أفضل الخدمات، مع متابعة دقيقة لجميع مراحل وصول الحجاج وتنقلهم داخل المملكة، لضمان تجربة حج مميزة وآمنة لجميع الحجاج من مختلف الجنسيات.