saudinewsksa اخبار السعودية اخبار السعودية
مقالات مشابهة
استقبل مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالعاصمة السعودية الرياض التوأم السيامي الفلبيني “كليا وموريس”، وذلك في إطار برنامج المملكة العربية السعودية لفصل التوائم الملتصقة. وقد وصل التوأم برفقة ذويهما إلى المستشفى، حيث بدأت الطواقم الطبية في إجراء الفحوصات السريرية والتحاليل المخبرية الدقيقة، بالإضافة إلى التصوير الطبي المتقدم، بهدف تقييم الحالة الصحية للتوأم بشكل شامل. وتهدف هذه الفحوصات إلى جمع كافة البيانات الطبية اللازمة لفهم طبيعة الالتصاق ومدى تعقيده، بما في ذلك الأعضاء والأجهزة المشتركة بين التوأمين، ومدى جاهزية كل طفل للحياة بشكل مستقل في حال اتخاذ قرار بإجراء عملية الفصل.
ويُعتبر استقبال هذا التوأم جزءًا من سلسلة طويلة من المبادرات الإنسانية التي تتبناها المملكة، والتي تعكس التزامها بتقديم الرعاية الصحية المتقدمة للأطفال من مختلف أنحاء العالم، خصوصًا الحالات النادرة والمعقدة مثل حالات التوائم الملتصقة. وقد سبق للمملكة أن استقبلت وعالجت العديد من هذه الحالات بنجاح، عبر فريق طبي وجراحي سعودي يضم نخبة من المتخصصين في مختلف المجالات ذات الصلة، مثل جراحة الأطفال، والتخدير، وجراحة الأعصاب، والعظام، والتجميل، وغيرها.
ومن المتوقع أن تستغرق مرحلة دراسة الحالة عدة أيام أو أسابيع، بحسب تطور نتائج الفحوصات وتقديرات الفريق الطبي المشرف. وخلال هذه الفترة، سيتم عقد اجتماعات دورية بين الأطباء والاستشاريين لتبادل الرأي حول الإمكانيات الطبية المتاحة، وتحديد مدى إمكانية تنفيذ العملية الجراحية بنجاح، مع مراعاة كافة الجوانب الصحية والنفسية للتوأم، بالإضافة إلى تقييم المخاطر المحتملة وسبل التعامل معها.
ويحظى التوأم “كليا وموريس” باهتمام إعلامي وطبي كبير داخل المملكة وخارجها، نظرًا لما تحمله مثل هذه الحالات من تحديات إنسانية وعلمية معقدة، إذ يتطلب التعامل معها مستوى عالٍ من الدقة والخبرة والتنسيق بين مختلف التخصصات. كما أن هذا النوع من العمليات غالبًا ما يكون مصحوبًا بمخاوف تتعلق بسلامة الأطفال بعد الجراحة، ما يجعل قرار إجراء العملية خطوة دقيقة لا يمكن اتخاذها إلا بعد دراسة مستفيضة.
وتعد مبادرة المملكة في هذا الإطار نموذجًا مشرفًا للتعاون الإنساني الدولي في المجال الطبي، حيث تمثل فرصة حقيقية لحياة جديدة للتوأم الفلبيني، في حال ثبتت إمكانية فصلهما دون تعريض حياتهما للخطر.
