في إطار خطة شاملة لتحسين جودة الحياة وتعزيز البيئة الحضرية في منطقة الرياض، نجح مشروع “الغطاء النباتي” في تحقيق إنجاز مميز بزراعة أكثر من 20 مليون شجرة في مختلف أحياء ومناطق العاصمة. هذا المشروع الطموح يمثل خطوة كبيرة نحو تحويل الرياض إلى مدينة أكثر خضرة وجمالاً، ويسهم بشكل فعال في مواجهة التحديات البيئية التي تواجهها المدن الكبرى، مثل ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الهواء.
تهدف هذه المبادرة إلى زيادة المساحات الخضراء بشكل ملموس، مما يعزز من القدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون ويحد من انبعاثات الغازات الضارة، كما يسهم في تحسين جودة الهواء بشكل عام. إضافة إلى ذلك، تعمل الأشجار المزروعة على توفير بيئة طبيعية تساعد في دعم التنوع البيولوجي، وتحسين الحالة النفسية لسكان المدينة، فضلاً عن تقليل الضوضاء وتلطيف الأجواء الحارة.
تمت زراعة هذه الأشجار في مواقع متنوعة تشمل الحدائق العامة، والميادين، والشوارع الرئيسية، إلى جانب إنشاء ممرات خضراء تمتد عبر أحياء الرياض المختلفة، مما خلق شبكة متكاملة من المساحات الخضراء التي تخدم السكان والزوار على حد سواء. المشروع يعتمد على تقنيات حديثة في الزراعة وإدارة المياه، مع استخدام أنواع من الأشجار المحلية التي تناسب الظروف المناخية للمنطقة، مما يضمن استدامة الغطاء النباتي على المدى الطويل.
كما شكلت جهود “الغطاء النباتي” نقلة نوعية في كيفية التعامل مع القضايا البيئية، حيث تعاونت الجهات المعنية مع خبراء في مجال البيئة والتخطيط العمراني لضمان أن تكون عملية الزراعة متكاملة ومتوافقة مع رؤية المملكة 2030 في بناء مدن ذكية ومستدامة. هذه الرؤية لا تقتصر فقط على الجانب البيئي، بل تمتد إلى تحسين جودة الحياة اليومية، وتعزيز الجوانب الاجتماعية والثقافية من خلال توفير مساحات خضراء مفتوحة تشجع على الأنشطة الترفيهية والرياضية.
في النهاية، يمثل هذا الإنجاز دليلاً واضحاً على جدية الالتزام الحكومي والمجتمعي بحماية البيئة وتعزيز الاستدامة في الرياض، مما يضع العاصمة على طريق النمو الأخضر ويحولها إلى نموذج يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط في مجال تطوير المدن الصديقة للبيئة.