عقدت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، والتي تم تشكيلها لمتابعة التطورات الجارية في قطاع غزة، اجتماعًا رفيع المستوى برئاسة سمو وزير الخارجية السعودي، وذلك بحضور وزير الخارجية الفرنسي. جاء هذا الاجتماع في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الدول العربية والإسلامية وشركائها الدوليين، بهدف مناقشة الأوضاع الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، والبحث عن سبل دعم الاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة.
تناول الاجتماع العديد من المحاور الأساسية التي تركزت حول تطورات الأوضاع على الأرض في قطاع غزة، حيث تم استعراض آخر المستجدات والتحديات التي تواجه السكان هناك، لا سيما في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها. كما تم بحث الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى تخفيف معاناة المدنيين وتعزيز الدعم الإنساني، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي في التعامل مع الأوضاع القائمة.
كما ناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية والإسلامية من جهة، والدول الصديقة والشركاء الدوليين من جهة أخرى، بهدف توحيد الجهود والعمل بشكل منسق لدعم الحلول السياسية التي تضمن تحقيق الأمن والاستقرار في قطاع غزة والمنطقة بأسرها. وقد تم التأكيد على ضرورة العمل على إنهاء دائرة العنف والصراع، وإيجاد حلول عادلة وشاملة تحترم حقوق جميع الأطراف وتضمن مستقبلًا أفضل لسكان القطاع.
من جانب آخر، تم التركيز على دور فرنسا كشريك دولي فاعل في دعم جهود السلام، حيث تم بحث إمكانية تعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية وفرنسا في إطار المبادرات الدبلوماسية والسياسية التي تهدف إلى تحقيق تقدم ملموس في الملف الفلسطيني، بما يشمل دعم الحلول السلمية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
يعكس هذا الاجتماع أهمية التنسيق المستمر بين الدول العربية والإسلامية والدول الكبرى في العالم، من أجل مواجهة التحديات التي تواجه قطاع غزة، والعمل على إيجاد حلول عملية ومستدامة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقق السلام في المنطقة. كما يؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في قيادة الجهود العربية والإسلامية نحو دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
في الختام، يمثل هذا اللقاء خطوة مهمة في مسار العمل المشترك بين الدول المعنية، حيث يجمع بين الرؤية العربية والإسلامية والرؤية الدولية لتحقيق أهداف مشتركة ترتكز على السلام والعدالة والتنمية، في ظل التزام قوي بمبادئ التعاون والتفاهم لتحقيق مستقبل أفضل لشعب غزة والمنطقة بأسرها.