أعلنت وزارة الصحة السعودية عن تحقيق إنجاز كبير في موسم حج عام 1446هـ، حيث سجلت انخفاضاً بنسبة 90% في عدد حالات الإجهاد الحراري بين الحجاج مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة في توفير بيئة صحية وآمنة لضيوف الرحمن أثناء أداء مناسك الحج. ويأتي هذا الانخفاض الكبير نتيجة لتكامل الإجراءات الوقائية والتدابير الصحية التي تم تنفيذها بشكل دقيق ومتقن، إضافة إلى حملات التوعية المكثفة التي استهدفت الحجاج قبل وأثناء موسم الحج، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الوقاية من مخاطر الحرارة الشديدة.
وقد شملت هذه الإجراءات توفير نقاط إسعاف مجهزة على مدار الساعة في مختلف المشاعر المقدسة، وتوزيع المياه والمشروبات الباردة، بالإضافة إلى توفير أماكن مظللة ومجهزة للراحة، مما ساعد في تقليل تعرض الحجاج لأشعة الشمس المباشرة ودرجات الحرارة المرتفعة. كما تم تدريب الفرق الطبية على التعامل السريع والفعال مع حالات الإجهاد الحراري، مما ساهم في تقديم الرعاية الطبية الفورية للحالات التي ظهرت رغم التدابير الوقائية، ومنع تفاقمها إلى حالات حرجة.
وشددت الوزارة على أهمية الاستمرار في تعزيز هذه الجهود خلال المواسم القادمة، مع التركيز على تحسين البنية التحتية الصحية وزيادة عدد الفرق الطبية المتخصصة، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة في مراقبة صحة الحجاج والتدخل المبكر عند الحاجة. كما أكدت على ضرورة التعاون بين مختلف الجهات المعنية لضمان تنفيذ خطة صحية متكاملة تغطي جميع جوانب سلامة الحجاج.
هذا الإنجاز الصحي يعكس حرص المملكة العربية السعودية على خدمة ضيوف الرحمن وتوفير كل ما يلزم لضمان سلامتهم وراحتهم أثناء أداء مناسك الحج، وهو جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير منظومة الخدمات الصحية والوقائية في المشاعر المقدسة. كما يعكس التزام الوزارة بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة الصحية، مما يعزز من ثقة الحجاج في الخدمات المقدمة ويجعل تجربتهم أكثر أماناً وطمأنينة.
في الختام، يعتبر هذا الانخفاض الكبير في حالات الإجهاد الحراري دليلاً واضحاً على نجاح الخطط الصحية والتوعوية التي تم تنفيذها، ويشكل حافزاً للاستمرار في تحسين الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالإرشادات الصحية والنصائح الوقائية من قبل الحجاج أنفسهم، لضمان موسم حج آمن وصحي يعكس روح التضامن والرعاية التي توليها المملكة لضيوف بيت الله الحرام.