أعرب الرئيس الإيراني عن شكره العميق وامتنانه الكبير لولي العهد السعودي على مشاعره النبيلة تجاه إيران وشعبها، مؤكداً أن هذه المشاعر تعكس روح الأخوة والتعاون بين البلدين رغم التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة. وأوضح الرئيس الإيراني أن هذه المشاعر الطيبة والتعبير الصادق عن التضامن تعزز من فرص الحوار والتفاهم بين إيران والسعودية، مما يسهم في بناء علاقات أكثر استقراراً وفعالية تخدم مصالح الشعوب في المنطقة.
كما أعرب الرئيس الإيراني عن تقديره الكبير للموقف السعودي الرسمي الرافض والمدين للعدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن موقف المملكة في هذا الصدد يعكس التزامها بمبادئ العدالة والدفاع عن حقوق الشعوب، ويعزز من الجهود المشتركة لمواجهة التوترات والصراعات التي تهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وأكد أن هذا الموقف السعودي يمثل دعماً قوياً لإيران في مواجهة التحديات التي تواجهها، ويعكس إرادة مشتركة للعمل من أجل السلام والأمن الإقليمي.
وفي سياق متصل، قدم الرئيس الإيراني شكره الخاص لخادم الحرمين الشريفين على الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة لتوفير كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين، وتسهيل الخدمات لهم خلال موسم الحج، مما ساهم في تأمين أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وأشاد بالتنظيم العالي والتسهيلات التي قدمتها السلطات السعودية للحجاج الإيرانيين، معبراً عن تقديره للحرص السعودي على ضمان سلامة وراحة الحجاج حتى عودتهم إلى بلادهم.
هذا التعبير الرسمي عن الشكر والتقدير من جانب القيادة الإيرانية يأتي في وقت تتزايد فيه أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة التي تتطلب تعاوناً وثيقاً وتنسيقاً مستمراً بين الدول الكبرى في المنطقة. ويعكس هذا التواصل الدبلوماسي رغبة مشتركة في تخفيف التوترات وبناء جسور من الثقة والتفاهم، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعزز من فرص الاستقرار والتنمية.
تأتي هذه التصريحات في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الدولتان لتطوير علاقاتهما وتحقيق تعاون مثمر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على القضايا الإنسانية والدينية التي تجمع بينهما، مثل خدمة الحجاج وتأمين مناسك الحج. ويأمل الجميع أن تكون هذه المواقف الإيجابية بداية لمرحلة جديدة من الحوار البناء والتعاون المثمر بين إيران والسعودية، بما يحقق السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها.
6/
ولي العهد السعودي يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس إيران يعبر فيه عن تعازيه ومواساته ويؤكد موقف المملكة الرافض للاعتداءات الإسرائيلية وأهمية الحوار لحل الأزمات
أجرى ولي العهد السعودي اتصالاً هاتفياً مع رئيس إيران، أعرب خلاله عن خالص تعازيه ومواساته له وللشعب الإيراني الشقيق، ولأسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية. وقد عبر ولي العهد في هذا الاتصال عن حزنه العميق لما خلفته هذه الاعتداءات من خسائر في الأرواح، سائلاً الله عز وجل أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل، معبراً عن تضامن المملكة الكامل مع إيران في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها.
وفي ذات السياق، جدد ولي العهد التأكيد على إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للاعتداءات الإسرائيلية التي تمس سيادة إيران وأمنها الوطني، مشدداً على أن هذه الأعمال العدوانية تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول وتحظر استخدام القوة في حل النزاعات. وأكد أن مثل هذه الاعتداءات لا تساهم إلا في تعقيد الأوضاع وزيادة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
كما أوضح ولي العهد أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية أدت إلى تعطيل مسار الحوار القائم بين الأطراف المعنية لحل الأزمة في المنطقة، وعرقلت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول سلمية ومستدامة. وأكد أن المملكة تتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة، وتدعو إلى ضرورة احترام السيادة الوطنية للدول، والالتزام بالحلول السياسية التي تضمن تحقيق السلام والأمن للجميع.
وشدد ولي العهد على موقف المملكة الثابت والراسخ برفض استخدام القوة كوسيلة لتسوية النزاعات والخلافات، مؤكداً أن الحوار والتفاهم والوسائل الدبلوماسية هي الأساس الوحيد لحل الخلافات بين الدول والشعوب. وأكد أن السعودية تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن التصعيد، والعمل على بناء جسور التواصل والحوار من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
يأتي هذا الاتصال في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها المملكة لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والتأكيد على دورها المحوري في دعم الحلول السلمية التي تحترم سيادة الدول وتضمن مصالح شعوبها. ويعكس هذا التواصل حرص القيادة السعودية على تعزيز العلاقات الأخوية مع الأشقاء في إيران، والسعي المشترك لتجاوز الخلافات والصراعات التي تهدد أمن المنطقة.
في ظل هذه التطورات، يبقى الحوار والتفاهم بين الدول الإقليمية والدولية هو السبيل الأنجع لتفادي المزيد من التصعيد والتوتر، وتحقيق مستقبل يسوده السلام والتنمية. ويأمل الجميع أن تسهم هذه المبادرات والاتصالات في فتح آفاق جديدة للحوار البناء، وتوفير بيئة مناسبة للتعاون والتفاهم المشترك، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعزز من استقرارها وأمنها.