مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة يؤكد رفض بلاده القاطع لكافة التدخلات الخارجية في الشؤون السورية ويدعو إلى احترام سيادة الدولة وتعزيز الحلول السياسية

في إطار مشاركتها الفعالة في الأمم المتحدة والدعم المستمر للقضايا العربية والإقليمية، أكد مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة موقف المملكة الراسخ والواضح برفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية. وأوضح أن المملكة تنظر بخطورة بالغة إلى التدخلات التي تقوض سيادة سوريا وتدعم استمرار الصراعات والأزمات فيها، مما يعرقل مساعي السلام والاستقرار في المنطقة بشكل عام.

ودعا المندوب السعودي المجتمع الدولي إلى احترام المبادئ الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، ولا سيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون السيادية للدول، مؤكداً أن الحلول الحقيقية للأزمة السورية تكمن فقط في المسارات السياسية التي تقودها الحكومة السورية بالتعاون مع كافة مكونات الشعب السوري. وشدد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وإحلال الأمن والسلام، بعيداً عن أي أيدٍ خارجية قد تزيد الانقسامات وتعرقل عملية البناء والتعافي.

وجه مندوب المملكة رسالة واضحة مفادها أن استمرار التدخلات الخارجية لا يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد والتدهور في الأوضاع، مما يفاقم من معاناة الشعب السوري ويطيل أمد النزاع، الأمر الذي يتطلب تحركاً عاجلاً ومسؤولاً من جميع الأطراف الدولية للتركيز على دعم الحلول السياسية والإنسانية التي تعالج الأوضاع بصورة جذرية. وشدد على أهمية العمل الجماعي والمنسق بين الدول العربية والدولية لتحقيق هدف واحد يتمثل في استعادة سوريا لمكانتها ودورها ضمن المجتمع الدولي كدولة مستقلة ذات سيادة.

وأكد على أن موقف المملكة لا يتغير تجاه دعم سيادة سوريا ووحدتها الوطنية، حيث تلتزم السعودية بمساندة أي مبادرات تصب في صالح حفظ الأمن والاستقرار من خلال الحوار الوطني والبناء الداخلي، بعيداً عن التدخلات التي تنصب على تحقيق مصالح ضيقة قد تكون خارج إطار مصالح الشعب السوري. وأشار إلى ضرورة أن يكون لكل دولة حرية تقرير مصيرها دون مساس بسيادتها أو انتهاك لحدودها الوطنية.

كما شدد المندوب على أن التدخلات الخارجية في سوريا ساهمت في تعقيد المشهد الإنساني الذي طال أمده، معتبراً أن تصعيد النزاع لم يخدم سوى استمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها ملايين السوريين، الأمر الذي يستوجب رفض هذه الممارسات والعمل على دعم كافة التدابير الرامية إلى توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين ضمن أطر شرعية ومنظمة. وأكد على ضرورة احترام القوانين الدولية وحق الشعب السوري في العيش بأمان وسلام.

ختاماً، يؤكد موقف المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة على التزامها العميق بمبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحرصها على تعزيز الحلول السياسية التي تستند إلى الحوار والتوافق الوطني في سوريا. وتدعو المملكة المجتمع الدولي للعمل سوياً لتوفير بيئة مناسبة لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق مستقبل أفضل للشعب السوري، خالٍ من الصراعات والتدخلات الخارجية التي تعيق مسار البناء والإصلاح. هذا الموقف يعكس التزام السعودية بدعم السلام والعدالة في المنطقة، وهو جزء من رؤيتها الشاملة لتعزيز التعاون الدولي والسلام العالمي.

عن admin

شاهد أيضاً

ولي العهد يتلقى اتصالًا من ملك الأردن للتشاور حول العدوان الإسرائيلي على قطر

أجرى العاهل الأردني اتصالًا هاتفيًا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحثا خلاله التطورات …