تواصل سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة البريطانية لندن متابعة واقعة الاعتداء التي وقعت مؤخرًا بكل جدية ومسؤولية، في إطار ما تمليه عليها مهامها الدبلوماسية والإنسانية تجاه مواطني المملكة المقيمين أو الزائرين في بريطانيا. وقد جاء التحرك السريع للسفارة ليعكس مدى حرص القيادة السعودية على صون كرامة المواطن السعودي في أي مكان في العالم، حيث بدأت السفارة على الفور بالتواصل مع الجهات الأمنية البريطانية المعنية، وفتحت قنوات اتصال مباشرة مع المحققين المكلفين بمتابعة القضية، وذلك بغرض الوقوف على تفاصيل الحادثة منذ لحظة وقوعها، ورصد كل ما يتعلق بها من شهادات، وملابسات، وتسجيلات كاميرات المراقبة، وكل الأدلة الممكنة التي تساعد في الوصول إلى الجناة ومحاسبتهم وفقًا للقانون البريطاني.
وقد أكدت السفارة في هذا السياق أنها تقوم بدورها الكامل في حماية المواطنين السعوديين، سواء أكانوا مقيمين دائمين في بريطانيا، أو زائرين لفترة مؤقتة، مشددة على أنها تتعامل مع هذه الحادثة بكل حزم وجدية، ووضعت فريقًا خاصًا لمتابعة مجريات التحقيق والتواصل المستمر مع السلطات الرسمية البريطانية ذات العلاقة، بما في ذلك الشرطة والأجهزة القضائية، وذلك بهدف ضمان الشفافية الكاملة في سير التحقيق، ومعرفة ما إذا كانت الحادثة قد وقعت بدافع جنائي، أو بدافع الكراهية أو العنصرية، أو إذا كان هناك أي دافع آخر وراءها.
وفي الوقت نفسه، تبذل السفارة جهودًا حثيثة من أجل تقديم الدعم اللازم للمتضرر أو عائلته إن وجد، سواء من خلال الرعاية القانونية، أو الدعم النفسي، أو تأمين الخدمات الطبية، مؤكدة أنها ستظل على تواصل مباشر مع ذوي المواطن المعني لإطلاعهم على تطورات القضية بشكل مستمر، مع تقديم كافة أشكال الدعم التي يتيحها القانون الدبلوماسي والعمل القنصلي في مثل هذه الحالات.
وتأتي هذه الخطوة في إطار النهج الذي تتبعه المملكة في تعزيز مكانة مواطنيها في الخارج، وتأكيد أن الدولة تقف خلفهم في كل زمان ومكان، وتحمل على عاتقها مسؤولية حمايتهم والدفاع عنهم بكل الوسائل المتاحة، دون تهاون أو تقصير. كما أن التنسيق الوثيق الجاري حاليًا بين السفارة والجهات البريطانية يعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وحرص كلا الجانبين على احترام القوانين وحفظ الأمن، وعدم التهاون مع أي انتهاك يهدد حياة الأفراد أو يعرضهم للخطر.
السفارة من جانبها دعت جميع المواطنين السعوديين المتواجدين في بريطانيا إلى التحلي باليقظة، وإبلاغ الجهات الأمنية فورًا في حال التعرض لأي موقف يثير الريبة أو يتضمن تهديدًا مباشرًا، كما شجعت على التواصل الفوري مع السفارة في حال الحاجة إلى المساعدة أو الاستفسار. وشددت على أن حماية المواطنين وضمان أمنهم هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأنها ماضية في متابعة هذه القضية حتى تظهر الحقيقة الكاملة وتُطبق العدالة على كل من كان له دور في هذا الاعتداء المؤسف، الذي يمثل انتهاكًا للقانون، ويمس بقيم التعايش والاحترام المتبادل التي يفترض أن تسود بين الشعوب في المجتمعات المتقدمة.
وفي ختام بيانها، أكدت السفارة أن الجهود لا تزال مستمرة، والتحقيقات جارية، وأنها ستصدر بيانات لاحقة فور توافر نتائج جديدة بشأن الحادث، وستبقى على تواصل دائم مع الجهات المعنية لمتابعة جميع التفاصيل لحظة بلحظة، لضمان ألا يمر الأمر دون محاسبة عادلة ومنصفة.