في تطور جديد على الساحة السياسية المتعلقة بالحرب في قطاع غزة، نفت وزارة الخارجية القطرية أن تكون قد انسحبت من دور الوسيط الرئيسي في المفاوضات التي تهدف إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى. جاء هذا النفي بعد تداول أنباء على لسان مصدر دبلوماسي أفادت بانسحاب الدوحة من جهود الوساطة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مستقبل المحادثات في ظل التصعيد المستمر في غزة.
وقالت الخارجية القطرية في بيان لها إن الأنباء التي تم تداولها “عارية عن الصحة” وأكدت أن هذه المعلومات غير دقيقة. وأضافت الوزارة أن الدوحة أكدت للمفاوضين أنها ستستأنف الوساطة في حال توفر الجدية اللازمة من جميع الأطراف المعنية. وأشارت إلى أن الوساطة توقفت في الوقت الحالي بسبب “التلاعب بالتزامات” تم الاتفاق عليها سابقًا.
وتزامن هذا التصريح مع تصريحات من حركة حماس التي أكدت أنها لم تُخطر بأي قرار رسمي بشأن إغلاق مكتبها في الدوحة. وأوضح مصدر في الحركة أن العلاقة مع الوسيط القطري ما تزال طيبة، مشيرًا إلى أن حماس لا تخضع لأي ضغوط من أي طرف، وأن الهدف الرئيس بالنسبة لها هو “وقف الحرب”. كما شدد المصدر على أن إسرائيل هي من تعرقل تقدم المفاوضات، في إشارة إلى رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للانسحاب العسكري من غزة، وهو ما حال دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
هذه التحركات الدبلوماسية تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تستعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للقيام بمحاولة أخيرة لوقف الحرب المستمرة في غزة ولبنان. وكان تحالف الولايات المتحدة، قطر، ومصر قد عمل لعدة أشهر على التوسط بين حماس وإسرائيل في محاولة للوصول إلى اتفاق ينهي القتال ويؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا في قبضة حماس منذ أكتوبر 2023.
ومع ذلك، فإن المفاوضات لم تثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن، حيث رفضت إسرائيل عدة مقترحات للتهدئة، مما ألقى بظلال من الشك على قدرة الوساطات الحالية في تحقيق تقدم ملموس.