البنتاغون يشن غارات جوية على الحوثيين في اليمن

في خطوة تصعيدية جديدة في الحرب المستمرة في اليمن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الأحد عن شن مقاتلات أميركية غارات جوية ليل السبت على أهداف حوثية في عدة مناطق باليمن. وأوضح البنتاغون أن الضربات استهدفت منشآت لتخزين الأسلحة المتطورة التي يستخدمها الحوثيون لتهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، إذ تشمل تلك الأسلحة صواريخ وطائرات مسيرة كانت تُستخدم لمهاجمة سفن عسكرية ومدنية.

وأكد مسؤول دفاعي أميركي لوكالة “فرانس برس” أن الأسلحة المستهدفة كانت جزءاً من منظومة هجوم على السفن في الممرات المائية الحيوية، وهو ما يشكل تهديداً للملاحة الدولية.

وبحسب وسائل إعلام تابعة للحوثيين، فقد استهدفت الغارات الجوية الأميركية-البريطانية العاصمة صنعاء ومحافظة عمران، حيث دوت انفجارات كبيرة في مناطق النهدين والحفاء جنوب صنعاء. وتشير التقارير إلى أن الغارات قد أسفرت عن أضرار كبيرة في المواقع العسكرية الحوثية.

التصعيد العسكري في البحر الأحمر

منذ نوفمبر من العام الماضي، قام الحوثيون بشن هجمات متزايدة على السفن التجارية العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تكثيف غاراتها الجوية ضد مواقع الحوثيين في اليمن. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 150 سفينة تجارية قد تعرضت للهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023.

وقد أسفرت هذه الهجمات عن تعطيل حركة التجارة العالمية، حيث قامت العديد من السفن بتغيير مسارها لتجنب الممرات المائية التي يسيطر عليها الحوثيون. وقد شهد البحر الأحمر أضراراً كبيرة في البنية التحتية للملاحة، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف التجارية بسبب إعادة توجيه السفن إلى مسارات أطول حول الطرف الجنوبي لإفريقيا.

الرد الأميركي والبريطاني

في يناير 2024، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن بدء حملة ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن، كرد على استهداف السفن في البحر الأحمر. وقد شملت هذه الغارات تدمير منشآت تحت الأرض في صنعاء وصعدة، والتي كانت تحتوي على صواريخ وذخائر تستخدم في الهجمات على السفن. وقد استخدمت الولايات المتحدة لأول مرة قاذفات “بي-2 سبيريت” الشبحية في هذه الحملة، وهي من الطائرات التي تملك قدرة كبيرة على استهداف الأهداف العسكرية المحصنة.

التحديات المستقبلية

يستمر الحوثيون في تهديد أمن الملاحة الدولية في المنطقة، مما يشكل تحدياً كبيراً للدول المعنية بالاستقرار في البحر الأحمر وخليج عدن. ورغم الضغوط العسكرية، لا يبدو أن الحوثيين سيوقفون هجماتهم على السفن التجارية في الوقت القريب، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن ويزيد من تعقيد مساعي السلام في المنطقة.

وتواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها البحث عن حلول دبلوماسية وعسكرية لإنهاء هذه التهديدات وحماية حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية.

عن admin

شاهد أيضاً

سمو ولي العهد يلتقي رئيس جمهورية المالديف ويبحثان تعزيز العلاقات الثنائية وفرص التعاون المستقبلي بين البلدين

في لقاء رسمي هام، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، …