“مترو الرياض” يغير وجه النقل العام في العاصمة السعودية

في خطوة تاريخية نحو تطوير بنية النقل في العاصمة السعودية، الرياض، تترقب المدينة افتتاح مشروع “مترو الرياض”، الذي يعد أكبر وأضخم مشروع للنقل العام في منطقة الشرق الأوسط. ومن بين أبرز مميزات هذا المشروع هو احتواؤه على أطول مترو بلا سائق في العالم، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تحسين حركة المرور وتطوير الحياة الحضرية في الرياض.

تكلفة ضخمة وتحقيق الرؤية
يبلغ إجمالي تكلفة المشروع حوالي 22.5 مليار دولار، وهو جزء من خطة المملكة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتخفيف الازدحام في المدن الكبرى. تم الإعلان عن المشروع لأول مرة في عام 2014، ومنذ ذلك الحين بدأ العمل على تنفيذه ليكون أحد الركائز الأساسية لتطوير مدينة الرياض.

شراكة مع التكنولوجيا
يتميز المشروع بتوظيف أحدث التقنيات في النقل العام، حيث سيتم تشغيل كافة القطارات بنظام التحكم الآلي الكامل (بدون سائق). هذا النظام التكنولوجي المتقدم سيضمن التشغيل بكفاءة عالية مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة. كما أن المترو يتكامل مع شبكة حافلات تغطي أكثر من 1900 كيلومتر لدعم حركة الركاب وتسهيل التنقل بين مختلف مناطق الرياض.

شبكة ضخمة ومسارات متنوعة
يتكون مشروع مترو الرياض من ستة مسارات رئيسية، حيث سيتم تشغيل ثلاث مسارات أولية بدءًا من الآن، مع خطط لتشغيل الثلاثة الأخرى بحلول منتصف ديسمبر 2024. تغطي الشبكة بأكملها نحو 176 كيلومترًا، مما يجعلها واحدة من أكبر شبكات المترو في العالم. ومن المتوقع أن تكون المحطات المنتشرة في مختلف أنحاء الرياض، وعددها 85 محطة، مركزًا حيويًا يسهم في تسهيل حركة المواطنين والمقيمين.

أرقام مذهلة
يشمل المشروع 470 مقطورة تم توزيعها على 190 مجموعة، مع قدرة استيعابية تصل إلى 1.16 مليون راكب يوميًا. كما أن القطارات ستسير بسرعة تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، مما يعزز من راحة الركاب ويقلل من الاعتماد على السيارات الخاصة، وبالتالي يساهم في تقليل الازدحام المروري.

الاستفادة البيئية والمستقبلية
من المتوقع أن يسهم مشروع مترو الرياض في تحسين نوعية الهواء، إذ سيقلل بشكل كبير من الانبعاثات الناتجة عن السيارات الخاصة. إضافة إلى ذلك، يعكس المشروع اهتمام المملكة بتطوير بنية تحتية مستدامة تواكب تطورات العصر، مما يساهم في تحسين مستوى معيشة سكان المدينة.

ختامًا
يمثل مشروع “مترو الرياض” خطوة هائلة نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في تحسين جودة الحياة وتعزيز التنقل المستدام. مع إطلاق هذا المشروع، ستشهد الرياض تحولًا حضريًا مذهلاً يجعلها واحدة من المدن العالمية الرائدة في مجال النقل العام، مما يعكس التزام المملكة بتطوير بنيتها التحتية وتعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

عن admin

شاهد أيضاً

سمو ولي العهد يلتقي رئيس جمهورية المالديف ويبحثان تعزيز العلاقات الثنائية وفرص التعاون المستقبلي بين البلدين

في لقاء رسمي هام، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، …