تستضيف الرياض في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر الجاري مؤتمر الأطراف لمكافحة التصحر (كوب 16)، في حدث يعد الأكبر في تاريخ المملكة من حيث المشاركة والاهتمام العالمي. يركز المؤتمر هذا العام على التحديات المناخية العالمية، وخاصة التصحر والجفاف، ويجمع 197 دولة من مختلف أنحاء العالم لمناقشة قضايا بيئية هامة تهدد استدامة كوكب الأرض.
أهمية المؤتمر وأهدافه العالمية
المؤتمر يشهد حضور عدد كبير من صُنّاع السياسات، الخبراء، والشركات العالمية، مع التركيز على دفع العمل متعدد الأطراف بشأن تدهور الأراضي والجفاف. وتأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة الجهود الدولية، حيث تسعى لتعزيز جهود مكافحة التصحر عبر مبادراتها المستدامة، وأبرزها مبادرة “السعودية الخضراء”، التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة بحلول 2030.
كما ستطلق المملكة خلال المؤتمر “مبادرة الرياض العالمية لمكافحة الجفاف”، وهي خطوة محورية لتحفيز المبادرات العالمية لمواجهة هذه الأزمة. المبادرة تسعى إلى تحقيق نهج عالمي توافقي لاستعادة خصوبة الأراضي وتعزيز القدرة على مقاومة الجفاف.
التشجير وحماية البيئة
أحد المواضيع الرئيسية التي يناقشها المؤتمر هو تعزيز استراتيجيات التشجير المستدامة. وقد نجحت المملكة في حماية 18.1% من مناطقها البرية و6.49% من مناطقها البحرية، في خطوة مهمة نحو تحقيق هدفها في حماية 30% من مناطقها البرية والبحرية بحلول عام 2030.
المملكة تواصل جهودها في تطوير تقنيات التشجير وتطبيق الابتكارات البيئية في مواجهة التصحر والجفاف، بما في ذلك تنظيم “المعرض الدولي لتقنية التشجير”، الذي يعرض أحدث الحلول والتقنيات لمكافحة التصحر في المنطقة الخضراء التي تمثل المحور البيئي في المؤتمر.
الطموحات المستقبلية والمبادرات الوطنية
تواصل المملكة السير في طريق التحول نحو الاقتصاد الدائري للكربون، حيث تأمل في تحقيق الحياد الصفري بحلول 2060. وفي هذا السياق، تسعى المملكة لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل إلى 50% من إجمالي سعة إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، مع هدف تطوير 130 جيجاوات من الطاقة المتجددة.
إلى جانب ذلك، تم ربط 6.2 جيجاوات من الطاقة المتجددة بالشبكة الكهربائية، مما يسهم في تأمين طاقة نظيفة لأكثر من 7 ملايين منزل.
ختامًا
يمثل مؤتمر “كوب 16” في الرياض فرصة هامة لتسريع الجهود العالمية في مكافحة التصحر والجفاف، وهو تجسيد لالتزام المملكة العميق بالحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة. تظل هذه الجهود بمثابة خطوات هامة نحو مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة، مع تعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأهداف المناخية العالمية.