تستضيف المملكة العربية السعودية في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024 مؤتمر الأطراف لمكافحة التصحر “كوب 16″، وهو الحدث الأكبر في تاريخه. هذا المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه الأرض تحديات بيئية متمثلة في التصحر والجفاف وتدهور الأراضي، مما يستدعي التنسيق والتعاون الدولي لمواجهة هذه القضايا الحيوية.
مشاركة دولية واسعة وأهداف طموحة
يشارك في المؤتمر 197 دولة، حيث يناقش الحضور قضايا بيئية متنوعة، أبرزها الاستدامة البيئية، معالجة التربة المدمرة، واستراتيجيات إعادة خصوبة الأراضي. من أبرز الأنشطة التي تشهدها الفعالية، المعرض الدولي لتقنيات التشجير، الذي يسلط الضوء على الابتكارات والحلول التكنولوجية لمكافحة التصحر في المناطق الجافة.
ويُعد المؤتمر فرصة هامة لتسريع المبادرات العالمية الرامية إلى استعادة خصوبة الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف، بالإضافة إلى إطلاق المملكة لمبادرة الرياض العالمية لمكافحة الجفاف. هذه المبادرة تسعى لإيجاد حلول مستدامة للتصدي للتغيرات المناخية على مستوى العالم.
الجهود الوطنية لمكافحة التصحر
تسعى المملكة إلى تعزيز الجهود الوطنية لمكافحة التصحر من خلال برنامج التشجير الطموح، الذي يهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في إطار تحقيق استدامة بيئية. تم حتى الآن حماية 18.1% من المناطق البرية و6.49% من المناطق البحرية، ما يعكس التزام المملكة الكبير بحماية البيئة.
الاقتصاد الدائري للكربون والطموحات المستقبلية
تتماشى جهود المملكة البيئية مع طموحاتها لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060، من خلال تبني نهج الاقتصاد الدائري للكربون. ويشمل هذا زيادة حصص الطاقة المتجددة، والتي من المتوقع أن تصل إلى 50% من إجمالي الطاقة الكهربائية في المملكة بحلول 2030، إضافة إلى مشاريع الطاقة النظيفة التي تساهم في تزويد ملايين المنازل بالكهرباء الخضراء.
ختامًا
مؤتمر “كوب 16” في الرياض يمثل نقطة انطلاق جديدة نحو تعاون عالمي لمواجهة التحديات المناخية الكبرى. ورغم الظروف البيئية الصعبة، تظل المملكة من خلال هذه الفعاليات ملتزمة بالتحول البيئي والاستدامة، في إطار رؤية تسعى للحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.