من وسط الصحراء القاسية.. الشلاحي يقدم “هوبال” من حياة البدو

يستعرض المخرج السعودي عبد العزيز الشلاحي في فيلمه الجديد “هوبال” تجربة فنية مميزة تنبض بالعمق الإنساني، مستعرضًا حياة البادية بعين مختلفة بعيدًا عن الصور النمطية. المخرج، الذي يعتبر كل فيلم من أفلامه درسًا وتجربة فنية، يتحدث عن كيف ساعدته تجربته السابقة في تطوير مهاراته لإخراج هذا العمل الفني الذي تميز بتحديات كبيرة، من التصوير في البيئات الصحراوية القاسية إلى العمل مع طاقم كبير من الممثلين.

فكرة الفيلم، التي نشأت من جلسة عابرة جمعته مع الكاتب مفرج المجفل أثناء جائحة كورونا، تستند إلى تجارب شخصية وذكريات من حياة البادية، مما يمنحها عمقًا إنسانيًا يسلط الضوء على معاناة وأحلام المجتمع في تلك الحقبة. وكان اختيار طاقم العمل من أولى التحديات التي واجهها الشلاحي، حيث سعى لاختيار ممثلين قادرين على تقديم الشخصيات بصدق، مثل الفنان إبراهيم الحساوي الذي جسّد شخصية الجد “ليّام”، والفنانين ميلا الزهراني ومشعل المطيري في أدوار “سرّا” و”شنار”.

يتميز الفيلم بتصوير مشاهد في مواقع فريدة داخل المملكة، مثل صحراء “بجدة” في نيوم ومنطقة “رماح”، حيث تضاف الجغرافيا الطبيعية للمكان إلى روح الفيلم، مع التركيز على التراث والبيئة الصحراوية. وقد ساهم التعاون مع المجتمعات المحلية في تعزيز الواقعية، مع دعم الفرق المحلية لإثراء التجربة السينمائية.

رسالة الفيلم لا تقتصر على تقديم صورة عاطفية عن الحياة البدوية، بل تطرح أيضًا تساؤلات عن التمسك بالماضي والبحث عن الأمان، إضافة إلى استكشاف العلاقات الأسرية المعقدة والتضحية من أجل الأجيال القادمة. “هوبال” هو أكثر من مجرد فيلم، إنه رحلة إنسانية تستحق أن يعيشها الجمهور، مقدمًا صورة صادقة عن الصراع بين الماضي والحاضر في بيئة قاسية حيث البقاء هو التحدي الأكبر.

عن admin

شاهد أيضاً

مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة “مسام” ينجح في نزع أكثر من 1,170 لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع واحد

يواصل مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والتنمية، المعروف باسم «مسام»، جهوده المكثفة في مجال إزالة …