عُقد في العلا اجتماع طاولة مستديرة سعودي-إيطالي رفيع المستوى بحضور رئيسة وزراء إيطاليا، جورجينا ميلوني، وذلك في إطار زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية. خلال هذا الاجتماع، تم توقيع اتفاقية لرفع مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وإيطاليا، بالإضافة إلى مجموعة من الاتفاقيات الأخرى التي تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 10 مليارات دولار.
وفي تصريحاتها، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية عن أهمية المناقشات التي أجرتها مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ووصفتها بأنها كانت “واسعة ومهمة جداً”. وأكدت على رغبة إيطاليا في التعاون مع السعودية في مجالات متنوعة تشمل البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والدفاع، مشيرة إلى الإمكانيات الكبيرة غير المستغلة في العلاقة بين البلدين.
تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيطاليا يعود إلى عام 1932، حيث كانت إيطاليا من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع المملكة. وقد شهدت هذه العلاقات تطوراً مستمراً عبر العقود، مع زيارات متبادلة ولقاءات بين المسؤولين في كلا البلدين، مما ساهم في تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
من جهة أخرى، أعلنت ميلوني عن نمو صادرات إيطاليا إلى السعودية بنسبة 26% في العام الماضي، مما يعكس رغبة روما في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع الرياض. وقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 إلى نحو 10.796 مليار دولار، وهو ما يدل على عمق العلاقات الاقتصادية الثنائية.
تأتي هذه التطورات في ظل رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز الشراكات الدولية، مما يعزز من مكانة المملكة كوجهة رئيسية للاستثمار والتعاون الاقتصادي في المنطقة.
إن الاجتماع الأخير في العلا يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين السعودية وإيطاليا، ويعكس التزام كلا البلدين بتوسيع آفاق التعاون في المستقبل، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعزز من التنمية الاقتصادية.