في إطار الدعم الإنساني والطبي المستمر الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للشعب الفلسطيني، أرسلت المملكة مستلزمات طبية طارئة لدعم وحدات العناية المركزة في مستشفى غزة الأوروبي، الذي يعاني من ضغوط هائلة نتيجة الأوضاع الصعبة في قطاع غزة. يأتي هذا الدعم في وقت حرج يعاني فيه المستشفى من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، وسط تزايد أعداد الجرحى والمصابين الذين يتوافدون على المستشفى يوميًا، خاصة في ظل استمرار القصف والاشتباكات التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة المستشفى على تقديم الرعاية الصحية اللازمة.
يعد مستشفى غزة الأوروبي من أهم المراكز الطبية في القطاع، حيث شهد توسعات كبيرة في وحدات العناية المركزة، إذ ارتفع عدد هذه الوحدات من واحدة إلى ست وحدات، وزاد عدد أسرّة العناية المركزة من عشرة إلى خمسة وخمسين سريرًا، في محاولة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى. ورغم هذه الجهود، يواجه المستشفى تحديات كبيرة تتمثل في نقص الوقود والكهرباء، مما يهدد استمرارية تشغيل الأجهزة الطبية الحيوية، بالإضافة إلى نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية التي تؤثر على جودة الرعاية المقدمة.
يعمل الطاقم الطبي والتمريضي في المستشفى على مدار الساعة، في ظل ظروف استثنائية وصعبة، حيث يقومون بإجراء مئات العمليات الجراحية يوميًا، خاصة في مجالات جراحة العظام والأعصاب والأوعية الدموية، مع مواجهة تحديات نفسية وجسدية كبيرة نتيجة الضغط المستمر وقلة الموارد. كما أن المستشفى أصبح مركزًا لإيواء النازحين الذين فقدوا منازلهم بسبب القصف، مما يزيد من العبء على الكوادر الطبية ويضاعف الحاجة إلى الدعم.
تأتي المساعدات الطبية السعودية لتعزيز قدرة المستشفى على التعامل مع هذه الأوضاع الطارئة، من خلال توفير أجهزة تنفس صناعي، وأجهزة مراقبة، وأدوية طبية ضرورية، بالإضافة إلى مستلزمات طبية أخرى تساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للحالات الحرجة. ويعكس هذا الدعم حرص المملكة على تقديم المساعدة الإنسانية والطبية العاجلة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات.