أوصت هيئة الصحة العامة بأهمية أخذ اللقاح الثلاثي الفيروسي المعروف بـ MMR، الذي يقي من ثلاثة أمراض فيروسية معدية هي الحصبة، الحصبة الألمانية، والنكاف، وذلك بهدف تعزيز المناعة والحد من المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تنتج عن هذه الأمراض. يأتي هذا التوجيه في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الصحة العامة وحماية المجتمع، خاصة الأطفال والشباب، من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم.
يُعد لقاح MMR من اللقاحات الأساسية التي تُعطى للأطفال في مراحل عمرية محددة، حيث تُعطى الجرعة الأولى عادة بين عمر 12 إلى 15 شهرًا، تليها الجرعة الثانية بين عمر 4 إلى 6 سنوات، لضمان بناء مناعة قوية وطويلة الأمد. كما يُنصح أيضًا بتطعيم المراهقين والبالغين الذين لم يتلقوا اللقاح سابقًا، وذلك للحماية من هذه الأمراض التي قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة مثل التهاب الرئة، التهاب الدماغ، والتهابات أخرى قد تهدد الحياة.
تتميز الأمراض الثلاثة التي يحمي منها اللقاح بكونها شديدة العدوى، وتنتشر بسهولة بين الأطفال وغير المطعمين، مما يجعل التطعيم أداة فعالة للحد من انتشارها داخل المجتمع. الحصبة، على سبيل المثال، تبدأ بأعراض تشبه الإنفلونزا ثم تظهر طفح جلدي مميز، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الرئة والتهاب الدماغ. أما النكاف فيسبب تورمًا وألمًا في الغدد اللعابية، وقد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الخصية والتهاب الدماغ. والحصبة الألمانية تشكل خطرًا خاصًا على النساء الحوامل، حيث يمكن أن تسبب تشوهات خلقية خطيرة للأجنة.
تؤكد هيئة الصحة العامة على ضرورة المبادرة بأخذ اللقاح في أقرب مركز صحي أو من خلال برامج التطعيم المدرسية، مشددة على أن التطعيم لا يحمي الفرد فقط، بل يساهم في حماية المجتمع ككل من خلال ما يعرف بمناعة القطيع، التي تقلل من فرص انتشار العدوى بين الفئات غير القادرة على التطعيم لأسباب صحية.
كما تنوه الهيئة إلى أن اللقاح آمن وفعال، مع بعض الأعراض الجانبية الطفيفة التي قد تظهر مثل ألم خفيف في موقع الحقن، أو حمى خفيفة، أو طفح جلدي مؤقت، وهي أعراض طبيعية تدل على استجابة الجهاز المناعي. وتدعو إلى مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض غير معتادة أو استمرارها لفترة طويلة.
تأتي هذه التوصيات ضمن إطار برنامج التحصين الوطني الذي تنفذه وزارة الصحة السعودية، والذي يهدف إلى حماية الأطفال والمجتمع من الأمراض المعدية، وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض. وتوفر المراكز الصحية الحكومية اللقاح مجانًا، مع تقديم خدمات طبية متكاملة لضمان وصول التطعيمات إلى جميع الفئات المستهدفة بسهولة وأمان.
في الختام، يشكل لقاح MMR خطوة أساسية في الحفاظ على صحة الأطفال والمجتمع، ويعد من أهم الوسائل الوقائية التي تساهم في الحد من انتشار أمراض الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، مما يضمن بيئة صحية آمنة ومستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.