قام صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، يرافقه معالي وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، بزيارة ميدانية إلى مقر شركة أرامكو السعودية في مدينة الظهران، حيث اطلعا على أحدث المشاريع والمبادرات التي تنفذها الشركة في مجال الطاقة. تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في قطاع الطاقة، الذي يشمل مجالات النفط والغاز، والصناعات البتروكيميائية، وتقنيات إدارة الكربون، والهيدروجين، بالإضافة إلى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة.
خلال الزيارة، استمع الوزيران إلى عروض تفصيلية حول المرافق الإنتاجية والإدارية لشركة أرامكو، كما قاما بجولة ميدانية في حقل الشيبة الواقع في منطقة الربع الخالي، وهو أحد أكبر حقول النفط في المملكة والعالم، حيث اطلعا على العمليات التشغيلية والتقنيات الحديثة المستخدمة في استخراج النفط والغاز بكفاءة عالية مع مراعاة الاستدامة البيئية. كما زارا أول بئر نفطية في المملكة، بئر الدمام رقم 1، الذي يمثل نقطة الانطلاق لصناعة النفط في السعودية منذ عام 1935، وهو رمز تاريخي لمسيرة التحول الاقتصادي والتنمية التي شهدتها المملكة.
تأتي هذه الزيارة في سياق الاجتماعات المكثفة التي عقدها الوزيران لمناقشة آفاق التعاون الثنائي في مجالات الطاقة المختلفة، حيث تم بحث سبل تعزيز الشراكة في تطوير الصناعات البتروكيميائية، وتوطين تقنيات الطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات الابتكار والطاقة النظيفة. وأكد الطرفان على أهمية التنسيق المستمر بين البلدين لتحقيق أهداف التحول نحو أنظمة طاقة أكثر استدامة وكفاءة، بما يتماشى مع التوجهات العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي.
كما تضمنت الزيارة استعراض مبادرات أرامكو في مجال حماية التنوع البيولوجي، حيث زار الوزيران مركز زوار محمية الشيبة الطبيعية، التي تمثل نموذجًا رائدًا في الحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة في مناطق الإنتاج النفطي. وأشاد وزير الطاقة الأمريكي بالجهود السعودية في دمج الاستدامة البيئية ضمن استراتيجيات تطوير قطاع الطاقة، معربًا عن تطلعه لتعزيز التعاون في هذا المجال الحيوي.
تعكس هذه الجولة المشتركة بين وزيري الطاقة السعودي والأمريكي عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ورغبتهما في توسيع آفاق التعاون بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعزز أمن الطاقة العالمي. كما تؤكد على الدور الريادي للمملكة في صناعة الطاقة، وقدرتها على الابتكار والتطوير المستمر في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع على المستوى الدولي.
في الختام، تعكس هذه الزيارة التزام المملكة والولايات المتحدة بتعزيز الشراكة في قطاع الطاقة، وتطوير حلول مستدامة تواكب التحولات العالمية، مع الحفاظ على استقرار الأسواق النفطية ودعم النمو الاقتصادي، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة على حد سواء.