خيّب نادي النصر آمال جماهيره العريضة بعدما فرّط في فرصة حجز بطاقة التأهل إلى بطولة النخبة الآسيوية، وذلك عقب تعادله في مباراة مصيرية أمام فريق التعاون، في لقاء حمل الكثير من الترقب والتوتر وترك الجماهير النصراوية في حالة من الحسرة وخيبة الأمل. فبعد موسم طويل كان يأمل فيه النصر أن يُكلله بإنجاز قاري يليق بتاريخه العريق وطموحاته المتجددة، جاءت نتيجة التعادل لتطيح بكل تلك الآمال، وتضع نهاية غير سعيدة لمشواره نحو المشاركة في أقوى بطولات القارة.
شهدت المباراة تنافساً كبيراً على المستطيل الأخضر، حيث دخل الفريقان بعزيمة واضحة لتحقيق نتيجة إيجابية، خاصة النصر الذي كان بحاجة ماسة إلى الفوز لضمان التأهل. ورغم المحاولات المستمرة والسيطرة النسبية على مجريات اللعب في فترات من المباراة، إلا أن الفريق لم ينجح في ترجمة الفرص إلى أهداف حاسمة، بينما تمكن التعاون من فرض أسلوبه الدفاعي والرد بهجمات مرتدة شكلت تهديداً حقيقياً على مرمى النصر. ومع مرور الدقائق، بدا واضحًا أن القلق بدأ يتسلل إلى لاعبي النصر، الذين حاولوا التسريع من وتيرة الأداء دون أن يتمكنوا من فك الشيفرة الدفاعية لفريق التعاون.
ويُعد هذا الإخفاق ضربة قوية للنصر الذي كان يعول كثيرًا على التأهل إلى هذه البطولة ليؤكد حضوره القاري ويُنافس ضمن صفوة أندية آسيا. كما أن هذا التعادل سيُدخل الجهاز الفني والإداري في مرحلة تقييم شامل لما قدمه الفريق هذا الموسم، خاصة فيما يتعلق بإهدار النقاط في مباريات كان من المفترض أن تكون في المتناول. وسيكون على إدارة النادي التفكير في إجراء تغييرات حاسمة سواء على مستوى العناصر الفنية أو اللاعبين، استعدادًا للموسم المقبل الذي سيشهد تحديات كبرى، وتوقعات جماهيرية عالية.
من جهتها، لم تُخفِ الجماهير النصراوية حزنها وغضبها من ضياع فرصة كانت قريبة، مطالبةً بمراجعة الأداء والعمل على تصحيح المسار سريعاً، كي يعود الفريق لمكانته الطبيعية كمنافس شرس على جميع البطولات. وفي الوقت ذاته، أظهر البعض تفهماً وواقعية، مؤكدين أن النصر لا يزال يملك الإمكانات للعودة بقوة في الاستحقاقات القادمة، شرط أن يتم تدارك الأخطاء وتقديم أداء أكثر ثباتاً وحسمًا في اللحظات الحاسمة. وبين خيبة الأمل وطموحات المستقبل، يبقى النصر مطالبًا بإعادة ترتيب أوراقه واستعادة توازنه لتحقيق ما عجز عنه هذا الموسم.