أصدرت النيابة العامة حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات على مواطن سعودي، بعد ثبوت تورطه في عمليات احتيال مالي واسعة النطاق استهدفت 41 ضحية من خلال استخدام منافذ البيع الإلكترونية. تأتي هذه الإدانة في إطار جهود السلطات السعودية المستمرة لمكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية حقوق المستهلكين في الفضاء الرقمي، وتأكيدًا على تطبيق القانون بحزم على كل من تسول له نفسه استغلال التقنيات الحديثة في ارتكاب جرائم مالية.
كشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة أن المتهم قام بتنفيذ عمليات احتيالية ممنهجة، حيث استغل منافذ البيع الإلكترونية للحصول على بيانات حساسة لبطاقات الائتمان والبيانات الشخصية لعدد كبير من الضحايا. وبعد جمع هذه البيانات، قام المتهم بإجراء عمليات شراء غير مصرح بها وسحب مبالغ مالية من حسابات الضحايا، مما تسبب لهم في خسائر مالية كبيرة وإضرار بثقتهم في استخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية.
وقد استندت النيابة العامة في قرارها إلى الأدلة القاطعة التي جمعتها من خلال التحقيقات التفصيلية، والتي شملت تحليل البيانات المالية والإلكترونية، واستجواب الضحايا والشهود، وتقديم تقارير فنية تثبت تورط المتهم في عمليات الاحتيال. كما تم الاستعانة بخبراء في مجال الأمن السيبراني لتقديم الدعم الفني اللازم، وتحليل الأدوات والتقنيات التي استخدمها المتهم في ارتكاب الجرائم.
وبالإضافة إلى عقوبة السجن، قضت المحكمة بتغريم المتهم مبالغ مالية كبيرة، وإلزامه برد المبالغ التي تحصل عليها بطرق غير مشروعة إلى الضحايا، وذلك تعويضاً لهم عن الأضرار التي لحقت بهم نتيجة عمليات الاحتيال. كما تضمن الحكم مصادرة الأدوات والأجهزة التي استخدمها المتهم في ارتكاب الجرائم، وإغلاق الحسابات الإلكترونية التي كان يستخدمها في تنفيذ عمليات الاحتيال.
تأتي هذه الإدانة كرسالة واضحة لجميع الأفراد الذين يفكرون في استغلال التقنيات الحديثة في ارتكاب جرائم مالية، بأن السلطات السعودية لن تتهاون في تطبيق القانون، وأنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية حقوق المستهلكين في الفضاء الرقمي. كما أنها تعكس التزام المملكة بتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام.
وقد حثت النيابة العامة جميع المواطنين والمقيمين على توخي الحذر عند استخدام منافذ البيع الإلكترونية، وعدم مشاركة بياناتهم الشخصية أو المصرفية مع أي طرف غير موثوق به، والإبلاغ عن أي عمليات احتيال مشتبه بها إلى الجهات المختصة، وذلك للمساهمة في الحد من الجرائم الإلكترونية وحماية المجتمع من الأضرار الناجمة عنها.
تؤكد هذه القضية على أهمية التعاون بين الأفراد والمؤسسات الحكومية في مكافحة الجرائم الإلكترونية، حيث يساهم الوعي المجتمعي والالتزام بالإجراءات الأمنية في تقليل فرص الاحتيال وحماية الحقوق المالية للمواطنين والمقيمين. كما تشجع على الاستمرار في تطوير القوانين والتشريعات المتعلقة بمكافحة الجرائم الإلكترونية، وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين للعاملين في مجال الأمن السيبراني، لضمان قدرتهم على مواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.