وزير الطاقة الأميركي: توصلنا إلى اتفاق مبدئي مع السعودية بشأن إنتاج الطاقة النووية المدنية ونقترب من شراكة تاريخية بين البلدين

أعلن وزير الطاقة الأميركي كريستوفر رايت أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مبدئي مع المملكة العربية السعودية بشأن التعاون في مجال إنتاج الطاقة النووية لأغراض مدنية، في خطوة وصفها بأنها تمهّد الطريق نحو شراكة تاريخية واستراتيجية بين البلدين في أحد أهم قطاعات المستقبل وأكثرها تأثيرًا على أمن الطاقة العالمي.

وقال رايت، في تصريح رسمي، إن هذا الاتفاق المبدئي يأتي نتيجة مشاورات ومباحثات مستفيضة جرت خلال الفترة الماضية بين الجانبين، بهدف تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة النظيفة، وتطوير البنية التحتية النووية المدنية في المملكة وفق أعلى معايير السلامة والرقابة الدولية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترى في هذا الاتفاق فرصة لتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال تمكين السعودية من تنويع مصادر طاقتها، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.

وأكد الوزير الأميركي أن الشراكة المحتملة ستشمل نقل المعرفة التقنية، وتقديم الدعم في مجالات الأبحاث والتطوير، وتدريب الكوادر البشرية السعودية على تشغيل وإدارة المفاعلات النووية، إلى جانب التعاون في تطوير معايير الأمن والسلامة والرقابة التنظيمية بما يتوافق مع القوانين الدولية ذات الصلة.

وشدّد رايت على أن هذه المبادرة تُعد خطوة متقدمة على طريق الشراكة الأوسع بين واشنطن والرياض، وأنها ستعزز من فرص الاستثمار والابتكار المشترك في مجالات الطاقة المستدامة، فضلًا عن دعم الجهود الدولية الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون ومواجهة تحديات التغير المناخي.

ومن جهتها، رحّبت المملكة العربية السعودية بهذه الخطوة، مؤكدة أنها تأتي ضمن مساعيها الطموحة لتطوير برنامج وطني سلمي للطاقة النووية يسهم في توفير مصادر طاقة بديلة ونظيفة، ويعزز من أمن الطاقة الوطني، دون الإخلال بالتزامات المملكة تجاه اتفاقيات حظر الانتشار النووي، ووفق ضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مفاوضات تقنية وقانونية أكثر تفصيلًا، تمهيدًا لتوقيع اتفاق نهائي وملزم للطرفين، بما يمكّن السعودية من إطلاق مشروعات الطاقة النووية المدنية ضمن خططها التنموية الكبرى، إلى جانب تعزيز التعاون العلمي والتقني بين المؤسسات البحثية في البلدين.

ويعكس هذا التفاهم المشترك رغبة الولايات المتحدة في توثيق التعاون مع أحد أهم شركائها في الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تنافسًا كبيرًا على النفوذ في قطاع الطاقة النووية المدنية، خاصة من قِبل دول مثل الصين وروسيا، وهو ما يجعل من هذه الخطوة الأميركية تحركًا استراتيجيًا في إطار تعزيز الحضور الأميركي في مشاريع الطاقة المستقبلية داخل المنطقة.

ومن المتوقع أن يحظى هذا التوجه بمتابعة دولية واسعة، نظرًا لما يمثله من تحول نوعي في مسار العلاقات الأميركية السعودية، وكونه حجر أساس لتحالف جديد في قطاع الطاقة يمتد تأثيره لعقود قادمة.

عن admin

شاهد أيضاً

وزارة السياحة تعلن نجاح برنامج “صيف السعودية 2025” بنسبة نمو قياسي بلغت 26%

أعلنت وزارة السياحة عن نجاح برنامج “صيف السعودية 2025” الذي تم إطلاقه خلال الموسم السياحي …