أعلنت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية عن جدول زمني واضح لتنظيم دخول المعتمرين إلى مكة المكرمة ومغادرتهم، وذلك استعدادًا لموسم الحج لهذا العام 1446 هـ، بهدف ضمان سير الفريضة بأمن وسلامة وطمأنينة. تبدأ هذه الترتيبات بتنظيم دخول المعتمرين إلى العاصمة المقدسة اعتبارًا من 23 أبريل، حيث أصبح من الضروري للمقيمين الراغبين في دخول مكة الحصول على تصاريح رسمية من الجهات المعنية، تشمل العاملين في المشاعر المقدسة وحاملي تصاريح الحج، وذلك عبر منصات إلكترونية موحدة مثل «أبشر أفراد» و«بوابة مقيم». ويُمنع دخول أو البقاء في مكة دون تصريح حج اعتبارًا من 29 أبريل، وهو التاريخ الذي يمثل أيضًا آخر موعد لمغادرة المعتمرين للمملكة، مع إيقاف إصدار تصاريح العمرة حتى 10 يونيو المقبل.
تأتي هذه الإجراءات في إطار حرص المملكة على تنظيم الحركة داخل مكة المكرمة خلال موسم الحج، حيث يُمنع دخول المدينة أو السكن فيها لحاملي تأشيرات غير تأشيرة الحج بدءًا من 29 أبريل، مع فرض رقابة مشددة على مرافق الضيافة لمنع تسكين غير الحاصلين على تصاريح حج أو تصاريح عمل رسمية. كما تم التأكيد على أن مخالفة هذه التعليمات ستعرض المخالفين لعقوبات نظامية صارمة، تشمل غرامات مالية قد تصل إلى مئات الآلاف من الريالات، خاصة على الشركات والمؤسسات التي تتهاون في متابعة مغادرة المعتمرين في المواعيد المحددة.
وتشمل هذه الترتيبات وقف إصدار تصاريح العمرة عبر منصة «نسك» لجميع المواطنين والمقيمين وحاملي التأشيرات المختلفة اعتبارًا من 29 أبريل وحتى 10 يونيو، وذلك لتوفير بيئة مناسبة لأداء مناسك الحج دون ازدحام أو تعقيدات. كما تم تفعيل نظام إلكتروني متكامل يسمح للجهات الأمنية بمراقبة تصاريح الدخول إلى مكة والتحقق منها عبر تطبيقات متطورة، مما يسهل عمليات التفتيش ويعزز من الأمن والسلامة داخل المدينة المقدسة.
هذه الخطوات تأتي ضمن خطة شاملة تهدف إلى تنظيم موسم الحج بشكل دقيق، مع التركيز على سلامة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء مناسكهم، حيث تم التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية لضمان تنفيذ هذه الإجراءات بفعالية. كما دعت وزارة الحج والعمرة الجميع إلى الالتزام بالتعليمات وعدم الانسياق وراء العروض أو الإعلانات غير الرسمية التي قد تعرض الحجاج لمخاطر أو مخالفات قانونية.
في ظل هذه الترتيبات، تؤكد المملكة على أهمية التعاون بين الحجاج والجهات المعنية لتحقيق موسم حج ناجح وآمن، مع توفير خدمات متميزة تسهم في راحة الحجاج وسلامتهم. ويأتي هذا التنظيم في سياق رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تطوير منظومة الحج والعمرة، وتحسين تجربة الحجاج من خلال استخدام التكنولوجيا وتطبيق أفضل المعايير العالمية في إدارة المواسم الدينية.
في الختام، تشكل هذه الإجراءات جسرًا لضمان انتظام الحركة داخل مكة المكرمة خلال موسم الحج، مع تعزيز الرقابة الأمنية والتنظيمية التي تحمي الحجاج وتوفر لهم بيئة آمنة ومريحة لأداء مناسكهم، مما يعكس حرص المملكة على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وتحقيق نجاح مستدام لمواسم الحج القادمة.