استقبلت وزارة الداخلية السعودية وفدًا أمنيًا رفيع المستوى من الجمهورية العربية السورية في زيارة رسمية امتدت لثلاثة أيام، بهدف الاطلاع على التجارب السعودية المتقدمة في مجال الأمن والاستفادة من الخبرات التنظيمية والتقنية التي طورتها المملكة على مدى العقود الماضية. الزيارة تأتي ضمن الجهود السعودية لدعم استقرار سوريا وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الأمنية، انطلاقًا من الدور الإقليمي للمملكة في دعم الأمن القومي العربي.
شملت الزيارة جولات ميدانية في مراكز الأمن السعودية المتخصصة، حيث اطلع الوفد السوري على آليات عمل غرف العمليات المركزية المُزوَّدة بأحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي لرصد المخاطر الأمنية. كما تضمن البرنامج ورش عمل حول استراتيجيات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مع عرض لتجربة المملكة في إدارة الأزمات الأمنية الكبرى مثل مواسم الحج والعمرة، التي تُعد نموذجًا عالميًا في إدارة الحشود وتأمين الفعاليات الضخمة.
ركزت المناقشات على نقل الخبرات السعودية في مجال الأمن السيبراني، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتطوير الأنظمة الحدودية الذكية. كما اطلع الوفد على مشاريع المملكة الرائدة في دمج التقنيات الحديثة مثل أنظمة التعرف البصري والبيانات الضخمة في العمل الأمني اليومي، والتي تسهم في تعزيز سرعة الاستجابة للتهديدات الأمنية.
جاءت هذه الزيارة في إطار المساعي السعودية لدعم الحكومة السورية في بناء مؤسسات أمنية حديثة قادرة على مواجهة التحديات، بعد سنوات من الأزمات التي أثرت على البنية التحتية الأمنية السورية. المملكة أكدت خلال اللقاءات حرصها على مشاركة خبراتها في مجالات مثل إعادة تأهيل الكوادر الأمنية، وتطوير التشريعات القانونية الداعمة للأمن الوطني، مع التركيز على حماية المدنيين من مخاطر الجريمة العابرة للحدود.
شدد الجانبان خلال الزيارة على أهمية تعزيز آليات التعاون المستمر، عبر إنشاء قنوات اتصال مباشرة بين الأجهزة الأمنية في البلدين. كما تم الاتفاق على تطوير برامج تدريبية مشتركة، خاصة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، مع الاستفادة من التجربة السعودية الناجحة في إعادة تأهيل المنخرطين في الأفكار المتطرفة. هذه الخطوات تعكس التزام المملكة بدورها المحوري في دعم استقرار الدول العربية، وبناء شراكات أمنية فعّالة تعود بالنفع على المنطقة بأكملها