أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن المملكة العربية السعودية نجحت خلال العقد الماضي في تحقيق تحولات غير مسبوقة جعلتها نموذجًا يُحتذى به عالميًا في مجالات التنمية الشاملة والاستقرار الاقتصادي. جاء ذلك خلال كلمة سلطت الضوء على الإنجازات التي حوّلت المملكة إلى قوة اقتصادية واجتماعية رائدة، بدءًا من مشاريع البنية التحتية العملاقة، ومرورًا بتمكين الشباب والمرأة، ووصولًا إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
من جانبه، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أن المملكة لم تكتفِ بتحقيق مستهدفات رؤية 2030، بل تجاوزت العديد منها، مع التأكيد على مواصلة المسيرة بوتيرة متسارعة لتحقيق الأهداف الطموحة. وأشار سموه إلى أن الإنجازات شملت جميع القطاعات، من رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي إلى تعزيز مكانة المملكة في المؤشرات العالمية، بما يعكس النجاح في تحويل التحديات إلى فرص تنموية.
شهدت المملكة خلال السنوات الماضية طفرة في مشاريع الرؤية، بدءًا من نيوم والبحر الأحمر كأبرز نماذج المدن الذكية المستدامة، ومرورًا بتحسين بيئة الأعمال لجذب الاستثمارات الأجنبية، ووصولًا إلى إصلاحات اجتماعية غيرت وجه المجتمع، مثل تمكين المرأة التي تُشكّل الآن أكثر من 37% من سوق العمل. كما حققت المملكة قفزات في مؤشرات السياحة، باستضافة أكثر من 100 مليون زيارة سنوية، وتعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي.
تمكنت المملكة من رفع مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي إلى مستويات قياسية، مع زيادة الصادرات غير النفطية بنسبة تفوق التوقعات. كما شهدت مؤشرات جودة الحياة تحسنًا ملحوظًا، من خلال تطوير البنية التحتية الترفيهية والثقافية، ورفع نسبة ممارسة الرياضة بين المواطنين إلى نحو 50%، مما انعكس إيجابًا على الصحة العامة ومتوسط العمر المتوقع.
أكدت القيادة السعودية أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيزًا لموقع المملكة كمركز إقليمي للتقنية والابتكار، مع مواصلة الاستثمار في الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي. هذا التوجه يعكس استراتيجية متكاملة لضمان استدامة النمو، ومواكبة المتغيرات العالمية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث الثقافي كأساس للتنمية المتوازنة التي تضع المواطن في صلب أولوياتها.