أعربت وزارة الخارجية السعودية عن خالص تعازيها ومواساتها للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولأسر الضحايا جراء الانفجار الهائل الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس جنوب إيران، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة في الميناء والمنشآت المحيطة به. وأكدت السعودية موقفها الثابت في التضامن مع إيران في هذه المحنة، معربة عن أملها في سرعة تعافي المصابين وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.
وقع الانفجار في ميناء رجائي، الذي يعد أكبر وأهم ميناء تجاري في إيران، حيث يمثل مركزًا حيويًا لتداول البضائع والصادرات والواردات، مما جعل الحادثة ذات تأثير بالغ على الاقتصاد الإيراني وعلى حركة التجارة البحرية في المنطقة. وأدى الانفجار إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان والحرائق التي استمرت لساعات طويلة، مما استدعى تدخل فرق الإطفاء والطوارئ في جهود مكثفة للسيطرة على الحريق واحتواء الأضرار.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن الانفجار ناجم عن سوء تخزين مواد خطرة، وبخاصة شحنة من الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ الباليستية، ما أدى إلى انفجار هائل تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة. وقد أكدت السلطات الإيرانية فتح تحقيق شامل لتحديد أسباب الحادث بدقة، مع توجيه المسؤولين باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.
هذا الحادث وقع في وقت حساس تشهد فيه المنطقة جولات تفاوضية دولية حول البرنامج النووي الإيراني، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في الخليج والشرق الأوسط. ورغم ذلك، عبرت السعودية عن أملها في أن يتم تجاوز هذه الأزمة الإنسانية بأقل خسائر ممكنة، وأن تستمر الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
كما أكدت الرياض أن مثل هذه الأحداث المؤلمة تتطلب تضافر الجهود الإنسانية والتضامن بين الشعوب والدول لمواجهة الكوارث ومساعدة المتضررين، مشددة على أهمية التعاون في مجالات السلامة والأمن الصناعي لمنع وقوع حوادث مشابهة قد تؤثر على حياة المدنيين والبنى التحتية الحيوية.
في ختام بيانها، جددت وزارة الخارجية السعودية تعازيها الحارة إلى إيران وشعبها، متمنية الشفاء العاجل للجرحى، ومؤكدة أن المملكة ستظل إلى جانب كل الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة التحديات والأزمات، مع التزامها بمبادئ التضامن الإنساني والاحترام المتبادل بين الشعوب.