أعلنت مدينة القدية، الوجهة الترفيهية والثقافية الرائدة في المملكة، عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع شركة توال السعودية الرائدة في مجال البنية التحتية الرقمية، تهدف إلى تطوير بنية تحتية رقمية متكاملة داخل المدينة. تشمل هذه البنية أكثر من 70 برج اتصالات مصممة بأشكال هندسية فريدة وجمالية تتناغم مع البيئة الطبيعية المحيطة بالقدية، إلى جانب نشر تقنيات الخلايا الصغيرة (Small Cells) في محيط المدينة لتعزيز تغطية شبكات الاتصالات ودعم التقنيات الحديثة ذات السرعات العالية مثل شبكات الجيل الرابع والخامس.
تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية المملكة 2030 التي تركز على التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية الذكية في مختلف القطاعات، حيث تسعى القدية لأن تكون نموذجاً رائداً في دمج التكنولوجيا المتقدمة مع التنمية المستدامة، ما يعزز من تجربة الزوار ويضمن اتصالاً رقمياً سلساً وفعالاً في جميع أنحاء المدينة. وتتيح هذه البنية التحتية الرقمية المتطورة القدرة على استيعاب الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات والإنترنت، مع دعم تطبيقات إنترنت الأشياء (IoT) والتقنيات المستقبلية التي تتطلب سرعات عالية واستقراراً في الاتصال.
وتُعد الأبراج التي سيتم بناؤها جزءاً من نظام اتصالات محايد يسمح لمشغلي الشبكات باستخدامها بشكل مشترك، مما يساهم في تقليل الأثر البيئي ويعزز من كفاءة استخدام الموارد التقنية. كما أن التصاميم الهندسية لهذه الأبراج تراعي الجوانب الجمالية والبيئية، حيث تم تطويرها لتتكامل مع المناظر الطبيعية المحيطة بالقدية، مما يحافظ على الطابع الفريد للمدينة ويجعلها بيئة جذابة للزوار والمقيمين.
وتشمل الاتفاقية أيضاً نشر تقنيات الخلايا الصغيرة التي تعمل على تحسين جودة التغطية داخل المناطق الحضرية المكتظة، وتوفير اتصال عالي السرعة في الأماكن التي يصعب فيها تركيب الأبراج التقليدية، مما يضمن وصول الخدمات الرقمية إلى كل ركن في المدينة. وتساهم هذه التقنيات في دعم فعاليات القدية الترفيهية والثقافية التي تتطلب بنية تحتية رقمية متقدمة تتيح تجربة تفاعلية ومتكاملة للزوار.
وأكد المسؤولون في شركة مشاريع الترفيه السعودية سڤن، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، أن هذه الشراكة مع شركة توال تمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو تحقيق طموحات القدية في أن تصبح مركزاً عالمياً للترفيه والابتكار، حيث توفر بنية تحتية رقمية متطورة تدعم كافة الأنشطة والخدمات الرقمية. كما أشاروا إلى أن هذه المبادرة تعكس التزام المملكة بالاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية الذكية التي تواكب التطورات العالمية وتعزز من تنافسية المملكة في قطاع الترفيه.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة توال أن هذه الاتفاقية تمثل فرصة كبيرة لتقديم حلول مبتكرة في مجال البنية التحتية الرقمية، مشيراً إلى أن الشركة ستعمل على تطبيق أعلى معايير الجودة والموثوقية في تنفيذ المشروع، مع التركيز على تحقيق تجربة رقمية متميزة للزوار والمستخدمين. وأوضح أن التعاون مع القدية يعكس رؤية مشتركة لتعزيز التحول الرقمي وتطوير بيئة تكنولوجية متقدمة تدعم التنمية المستدامة.
في المجمل، يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية الرقمية في المملكة، حيث يجمع بين التصميم الهندسي المبتكر والتقنيات الحديثة لتوفير شبكة اتصالات متطورة تلبي احتياجات المستقبل، وتدعم رؤية المملكة في بناء مدن ذكية ومستدامة. ويعزز هذا التطوير من مكانة القدية كوجهة سياحية وترفيهية عالمية تقدم تجربة رقمية متكاملة تجمع بين الترفيه والتقنية في بيئة طبيعية فريدة.