استقبل وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في مقر وزارة الخارجية بجدة، نظيره الإيراني عباس عراقجي، في لقاء مهم تناول استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات. جاء هذا اللقاء في ظل اهتمام مشترك بتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، بما يسهم في بناء جسور تواصل قوية ومستدامة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.
خلال اللقاء، تم التباحث بشكل مستفيض حول آخر التطورات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول الأوضاع في عدد من الملفات الحساسة التي تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تم استعراض الجهود المبذولة من قبل الطرفين والدول الأخرى من أجل تخفيف التوترات وتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف، بما يساهم في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.
وشدد الجانبان على أهمية استمرار التواصل والتشاور بين البلدين، والعمل سوياً على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالات متعددة مثل الطاقة، والصحة، والتعليم، والثقافة. كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز آليات التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وتعزيز دور الدولتين في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص القيادة في كلا البلدين على تطوير العلاقات الثنائية، والانطلاق نحو آفاق جديدة من التعاون البناء، بما يخدم مصالح شعبيهما ويعزز من مكانة المنطقة على الساحة الدولية. كما يعكس اللقاء توجهات دبلوماسية إيجابية تسعى إلى فتح قنوات حوار مستمرة تساهم في حل الخلافات وخلق بيئة إقليمية أكثر استقراراً وأماناً.
ويشارك في اللقاء عدد من كبار المسؤولين من الجانبين، حيث تم مناقشة عدد من المبادرات المشتركة التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، بالإضافة إلى بحث سبل تطوير العلاقات الثقافية والاجتماعية التي تربط شعبي البلدين. كما تناول اللقاء أهمية دعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز العمل المشترك في مواجهة التحديات الأمنية.
في الختام، أكد وزير الخارجية السعودي ونظيره الإيراني على ضرورة الاستمرار في الحوار البناء والتعاون المشترك، معربين عن أملهما في أن تسهم هذه اللقاءات في دفع مسيرة العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، وتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، بما يعود بالنفع على الجميع ويحقق تطلعات شعوب الشرق الأوسط نحو مستقبل أفضل.