أعلنت وزارة الصحة السورية عن وصول طاقم طبي سعودي متخصص إلى العاصمة دمشق، في إطار مبادرة صحية إنسانية مشتركة تهدف إلى تقديم خدمات طبية متقدمة تشمل معاينات دقيقة وجراحات نوعية في تخصصات مختلفة، وذلك بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. ويأتي هذا الفريق الطبي ضمن سلسلة من البرامج التطوعية التي تنفذها المملكة العربية السعودية لدعم القطاع الصحي في سوريا، وتعزيز قدرات المستشفيات المحلية من خلال نقل الخبرات الطبية الحديثة وتقديم العلاج اللازم للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ومعقدة.
ويضم الفريق الطبي السعودي مجموعة من الأطباء والممرضين والفنيين المختصين في مجالات متعددة، حيث من المتوقع أن يقوموا بإجراء عدد كبير من العمليات الجراحية النوعية، بالإضافة إلى تقديم الفحوصات الطبية المتخصصة للمرضى الذين يعانون من حالات صحية حرجة. ويأتي هذا الجهد في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها المنظومة الصحية السورية نتيجة سنوات من النزاع، حيث تسعى هذه المبادرة إلى تخفيف المعاناة عن المرضى وتوفير فرص علاجية متقدمة لا تتوفر بسهولة في بعض المناطق.
كما يهدف المشروع الطبي السعودي إلى تطوير مستوى الخدمات الصحية في سوريا من خلال تدريب الكوادر الطبية المحلية، وتعزيز قدراتهم في إجراء الجراحات المعقدة وإدارة الحالات الحرجة، مما يسهم في بناء منظومة صحية أكثر كفاءة واستدامة. ويعمل الفريق السعودي بالتنسيق مع الجهات الصحية السورية لضمان تنفيذ العمليات بشكل آمن وفعال، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة الطبية.
وقد عبرت وزارة الصحة السورية عن تقديرها الكبير لهذه المبادرة التي تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتؤكد على الدور الإنساني الذي تلعبه المملكة في تقديم الدعم والمساعدة للشعب السوري في مختلف المجالات، لا سيما الصحية منها. كما أكدت الوزارة أن هذه الجهود تسهم في تعزيز التعاون الطبي بين البلدين، وتفتح آفاقاً جديدة للتنسيق المشترك في مجال الصحة العامة والرعاية الطبية.
وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من البرامج التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة، والتي تستهدف تقديم الدعم الطبي والإنساني في عدد من الدول التي تواجه تحديات صحية وإنسانية، حيث يركز المركز على توفير العلاج والرعاية للمرضى من ذوي الدخل المحدود والمحتاجين، ويعمل على تحسين البنية التحتية الصحية وتدريب الكوادر الطبية المحلية.
في الختام، يعكس وصول الطاقم الطبي السعودي إلى دمشق خطوة مهمة في تعزيز التعاون الصحي بين المملكة وسوريا، ويعبر عن التزام السعودية المستمر بدعم الجهود الإنسانية والطبية في المنطقة، مع الأمل في أن تسهم هذه المبادرة في تحسين حياة المرضى وتخفيف معاناتهم، وتعزيز قدرات النظام الصحي السوري في مواجهة التحديات الراهنة.