حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة بعد إتمام مناسك الوقوف بعرفة والمبيت في مزدلفة ورمي جمرة العقبة الكبرى في منى في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتقوى

أدى حجاج بيت الله الحرام طواف الإفاضة، وهو أحد أركان الحج الأساسية، بعد أن منّ الله عليهم بأداء مناسك الوقوف على صعيد عرفات، والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى، في مشاهد مهيبة تعكس عمق الروحانية والتقوى التي تغمر قلوب الحجاج في هذه الأيام المباركة. بدأ الحجاج رحلتهم الروحية منذ وقوفهم في عرفة، حيث اجتمعوا في هذا المكان المقدس لأداء الركن الأعظم من الحج، مستشعرين عظمة اللحظة وتضرعهم إلى الله تعالى بالدعاء والتوبة والرجاء في المغفرة والرحمة.

بعد انتهاء يوم عرفة، توجه الحجاج إلى مزدلفة لقضاء ليلة مبيت، حيث قضوا ساعات الليل في خشوع وذكر، مستغلين هذه اللحظات الثمينة في التقرب إلى الله، والتأمل في نعمه، والاستعداد لمناسك اليوم التالي التي تتضمن رمي الجمرات، وهو من الشعائر التي تجسد التضحية والتجرد من الذنوب. وفي صباح اليوم التالي، توجه الحجاج إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، التي تمثل رمزاً لطرد الشيطان وقطع كل ما يربط الإنسان بالمعاصي، حيث ألقوا الحجارة على الجمرة بكل إيمان وعزم، مؤكدين التزامهم بتجديد العهد مع الله والابتعاد عن كل ما يغضبه.

بعد إتمام رمي الجمرة الكبرى، توجه الحجاج لأداء طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة، وهو الطواف الذي يرمز إلى الخضوع الكامل لله والامتثال لأوامره، ويعد من أهم شعائر الحج التي تكتمل بها مناسك الحج. وقد تميز هذا الطواف بأجواء روحانية مفعمة بالخضوع والتضرع، حيث توافد الحجاج من مختلف أنحاء العالم، متحدين في هدفهم وغايتهم، متوحدين في مشاعر الإيمان والتقوى، معبرين عن فرحتهم وسعادتهم بإتمام هذه المناسك العظيمة.

تأتي هذه المشاهد في ظل التنظيم الدقيق والتسهيلات الكبيرة التي توفرها الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، والتي تعمل على ضمان سلامة الحجاج وراحتهم، وتقديم كافة الخدمات التي تيسر لهم أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة. كما تعكس هذه اللحظات الروحانية العميقة مدى أهمية الحج في حياة المسلمين، كونه رحلة إيمانية تعزز التقوى وتغرس قيم التضحية والتسامح والمحبة بين أبناء الأمة الإسلامية.

وفي ختام هذه المناسك، يعبر الحجاج عن امتنانهم لله سبحانه وتعالى على توفيقه لهم لأداء هذه الفريضة العظيمة، متمنين أن يتقبل الله منهم حجهم، وأن يعيد عليهم هذه الأيام المباركة وهم في أفضل حال، وأن يجعل حجهم مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً، سائلي الله أن يعم السلام والخير على الأمة الإسلامية جمعاء.

عن admin

شاهد أيضاً

الشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي يتولى إمامة وخطابة صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف

تولى الشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي إمامة وخطابة صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف، في …