في إطار الجهود المستمرة لضمان راحة وسلامة الحجاج أثناء أداء مناسك الحج، تم تطبيق منظومة متكاملة ومتطورة لتفريغ حصى الجمرات والتخلص منها بشكل آمن ومنظم، بما يراعي الظروف التشغيلية الكبيرة التي ترافق تنفيذ هذا الطقس الديني الهام. وتعتمد هذه المنظومة على تنظيم محكم لكل مراحل التعامل مع حصى الجمرات، بدءًا من جمعها بعد رمي الجمرات مرورًا بتفريغها بطريقة تسهل عملية النقل والتخلص، وصولاً إلى ضمان عدم تكدسها أو تراكمها في أماكن تجمع الحجاج، مما يساهم في الحفاظ على البيئة وسلامة المصلين.
تعتمد هذه العملية على تنسيق دقيق بين فرق العمل الميدانية التي تنتشر في موقع رمي الجمرات وبين الجهات المختصة التي تولت مسؤولية النقل والمعالجة. تستخدم فرق العمل تقنيات حديثة وأدوات مخصصة لجمع الحصى بسرعة وكفاءة عالية، مع الحرص على عدم تعكير أجواء المكان أو تعريض الحجاج لأي مضايقات. بعد الجمع، يتم تفريغ الحصى في مواقع مخصصة مجهزة لاستقبالها، حيث تتم معالجتها وفق آليات تضمن التخلص منها بطرق بيئية سليمة، بعيدًا عن التكدس أو الإضرار بالمظهر العام للموقع.
هذه المنظومة لا تقتصر على الجانب اللوجستي فقط، بل تشتمل أيضًا على برامج تنظيمية صارمة لضبط حركة الحجاج وتوجيههم أثناء عملية الرمي، بحيث يكون التفريغ والتخلص من الحصى متزامنًا مع مرور الحجاج بطريقة سلسة ومريحة. تسهم هذه الإجراءات في تقليل الازدحام والاختناقات في موقع الجمرات، مما يضمن انسيابية الأداء وسلامة الحجاج من كل المخاطر المرتبطة بالتكدس أو سقوط الحصى في مسارات المشاة.
تعكس هذه الجهود المتواصلة مدى حرص الجهات المسؤولة على تطبيق أعلى معايير السلامة والبيئة في موسم الحج، وهي خطوة هامة تعبر عن مدى التطور في أساليب إدارة وتنظيم المشاعر المقدسة، لتوفير بيئة ملائمة للحجاج تؤمن لهم أداء مناسكهم في أجواء من النظام والطمأنينة. كما تؤكد هذه المنظومة المتكاملة على أهمية التكامل بين العمل الميداني والتخطيط الإداري والتقني، لتجاوز تحديات الأعداد الكبيرة للحجاج وضمان سير كل العمليات بشكل مثالي.
في النهاية، تمثل هذه المنظومة نموذجًا متقدمًا في مجال إدارة المخلفات خلال مناسك الحج، حيث يجتمع فيها العمل الجماعي والتقنيات الحديثة والخبرة التنظيمية لضمان بيئة صحية وآمنة، تعزز من تجربة الحاج الروحية والبدنية، وتُسهم في حفظ المقدسات والحفاظ على المشاعر الدينية في أبهى صورها.