أكدت هيئة كبار العلماء أن النجاح الكبير الذي تحقق في موسم الحج لهذا العام هو دليل قاطع على ما توليه المملكة العربية السعودية من اهتمام بالغ وعناية فائقة بخدمة ضيوف الرحمن، وترجمة عملية واضحة للرؤية الراسخة التي تتبناها القيادة السعودية في جعل أداء المناسك تجربة روحانية ميسرة وآمنة ومليئة بالسكينة والطمأنينة. وأشادت الهيئة بما تحقق على أرض الواقع من تنظيم دقيق وخطط محكمة وإجراءات استباقية تضافرت فيها جهود مختلف الجهات الحكومية المعنية، لتخرج رحلة الحجيج بصورة مشرفة تليق بمكانة المملكة الدينية وبدورها التاريخي في رعاية الحرمين الشريفين.
وأوضحت الهيئة أن ما لمسناه جميعًا من انتظام في حركة الحجيج، وتوافر كافة الخدمات الأساسية، بداية من الإيواء والتغذية والنقل، وصولًا إلى الخدمات الطبية واللوجستية والتوعوية، هو نتاج عمل تكاملي يعكس قدرات المملكة التنظيمية والخدمية والإنسانية، ويبرهن في الوقت ذاته على ما وصلت إليه من تقدم ملموس في إدارة الحشود وتنظيم الشعائر وفقًا لأعلى المعايير العالمية. كما نوهت الهيئة إلى الأثر الكبير الذي تتركه تلك الجهود في نفوس المسلمين من مختلف أنحاء العالم، الذين يشعرون بالامتنان لما يلقونه من حسن الضيافة وحرص المملكة على توفير كل ما من شأنه أن يعينهم على أداء النسك بكل يسر وسهولة.
وأضافت الهيئة أن هذا النجاح ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة لتراكم خبرات طويلة وجهود متواصلة من القيادة الرشيدة، التي جعلت من خدمة الحجيج شرفًا ومسؤولية وطنية وأمانة دينية، حيث يتم إعداد الخطط كل عام بعناية تامة لتفادي أي معوقات محتملة، وهو ما ظهر جليًا هذا العام من خلال تنفيذ الخطط بمهنية عالية وسرعة استجابة ملحوظة لأي طارئ، فضلاً عن توظيف أحدث التقنيات والأنظمة الذكية في التنظيم والمتابعة.
وأكدت هيئة كبار العلماء أن هذه النجاحات المتوالية في تنظيم الحج تمثل تجسيدًا حيًا لأهداف رؤية المملكة 2030، التي تضع في مقدمة أولوياتها تعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي لخدمة الإسلام والمسلمين، وتطوير منظومة الحج والعمرة بما يضمن رفع جودة الخدمات المقدمة والارتقاء بالتجربة الإيمانية لضيوف الرحمن. وأشادت بالدور الكبير الذي تقوم به مختلف الجهات، سواء كانت أمنية أو صحية أو خدمية أو تطوعية، حيث تعمل جميعها بتناغم وإخلاص لتحقيق هدف مشترك وهو سلامة وراحة الحجاج.
وفي ختام البيان، رفعت الهيئة أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، على ما يقدمانه من دعم غير محدود وحرص مستمر على تسخير كل الإمكانات لخدمة الإسلام والمسلمين، داعية الله أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها، وأن يتقبل من الحجاج نسكهم، ويجزي القائمين على خدمتهم خير الجزاء، ويعيد هذه المناسبة العظيمة على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات