أصدرت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بياناً هاماً أكدت فيه أن الترويج للتبغ بجميع أشكاله ووسائله يعد مخالفة صريحة وواضحة لضوابط المحتوى الإعلامي المعمول بها في المملكة. وأوضحت الهيئة أن هذه الضوابط تهدف إلى حماية المجتمع من الآثار السلبية للتبغ، والتي تشمل المخاطر الصحية والبيئية، بالإضافة إلى الحد من انتشار هذه العادة الضارة بين فئات المجتمع المختلفة، لا سيما الشباب والأطفال. وتأتي هذه الإجراءات في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة لضمان أن تكون وسائل الإعلام مسؤولة وملتزمة بالقوانين التي تحمي الصحة العامة وتعزز من قيم المجتمع.
وأكدت الهيئة في بيانها أن أي محتوى إعلامي يتضمن ترويجاً للتبغ أو يظهر استخدامه بشكل إيجابي أو يشجع عليه، سواء كان ذلك من خلال الإعلانات أو البرامج التلفزيونية أو الإذاعية أو عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، يعد مخالفة واضحة تستوجب اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة. وأشارت إلى أن الهيئة تتابع بشكل دقيق جميع المحتويات الإعلامية وتعمل على مراقبتها لمنع أي تجاوزات أو مخالفات قد تؤثر سلباً على المجتمع، مع فرض العقوبات التي تصل إلى إيقاف البرامج أو فرض غرامات مالية على المخالفين.
كما دعت الهيئة جميع القنوات الإعلامية والمؤسسات الإعلامية إلى الالتزام التام بهذه الضوابط وعدم السماح بأي شكل من أشكال الترويج للتبغ، مشددة على أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع في الحفاظ على سلامة المجتمع والحد من انتشار العادات الضارة. وأوضحت أن هذه القوانين لا تهدف إلى تقييد حرية الإعلام، بل إلى تنظيمه بما يتوافق مع القيم الصحية والاجتماعية، وتحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية الصحة العامة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الوعي العالمي والمحلي بأضرار التبغ، حيث تعتبر المملكة من الدول التي تبذل جهوداً كبيرة في مكافحة التدخين والحد من انتشاره، من خلال حملات توعية وبرامج صحية متعددة تستهدف مختلف فئات المجتمع. وتؤكد الهيئة أن الإعلام يلعب دوراً محورياً في دعم هذه الجهود، من خلال تقديم محتوى مسؤول يساهم في توعية الجمهور بمخاطر التبغ ويشجع على تبني أساليب حياة صحية.
كما أشارت الهيئة إلى أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لتعزيز الرقابة على المحتوى الإعلامي، وتوفير بيئة إعلامية صحية وآمنة تساهم في بناء مجتمع واعٍ وصحي. ودعت الجمهور إلى المشاركة في الإبلاغ عن أي محتوى يخالف الضوابط، مما يسهم في تعزيز الرقابة الذاتية وتحقيق أهداف الهيئة في تنظيم الإعلام بشكل فعّال.
وفي الختام، تؤكد الهيئة العامة لتنظيم الإعلام على التزامها الكامل بتطبيق القوانين واللوائح التي تحمي المجتمع من مخاطر التبغ، وتدعو جميع العاملين في المجال الإعلامي إلى التعاون والالتزام بهذه الضوابط، لضمان أن يكون الإعلام أداة إيجابية تسهم في نشر الوعي وتعزيز الصحة العامة، بعيداً عن أي محتوى يروج لعادات ضارة تؤثر على صحة الأفراد والمجتمع ككل.