وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عُقد لمناقشة التطورات الأمنية الأخيرة في المنطقة، وبالأخص الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية في قطر. يأتي هذا الاجتماع في وقت حساس تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حيث أكد وزراء الخارجية خلال اللقاء على ضرورة وحدة الصف الخليجي والتضامن الكامل مع دولة قطر في مواجهة أي تهديد يمس أمنها واستقرارها.
يُعد هذا الاجتماع التاسع والأربعين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، وترأسه وزير الخارجية الكويتي عبد الله علي اليحيا، بحضور كافة وزراء خارجية دول المجلس، حيث تم خلاله بحث آخر المستجدات المتعلقة بالهجوم الصاروخي الإيراني، الذي اعتبرته دول المجلس اعتداءً خطيراً على أمن دولة قطر وأمن المنطقة بأسرها. وأكد المشاركون أن أمن واستقرار قطر جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون، وأن أي تهديد يطال قطر هو تهديد مشترك لجميع دول المجلس.
وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان كان من أبرز المشاركين في هذا الاجتماع، حيث جدد التأكيد على موقف المملكة الثابت الداعم لقطر، معبراً عن رفض السعودية القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر، ويؤثر سلباً على استقرار المنطقة. كما ناقش الاجتماع سبل تعزيز آليات العمل الخليجي المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه دول المجلس، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية وتأثيرها على المنطقة.
هذا اللقاء الاستثنائي يعكس عمق التنسيق والتشاور بين دول مجلس التعاون في مواجهة الأزمات، ويبرز أهمية التضامن الخليجي في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين. كما يأتي في ظل اتصالات تضامنية متبادلة بين قادة دول المجلس، حيث تلقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالات من قادة الخليج، من بينهم ولي العهد السعودي، الذين أعربوا عن دعمهم الكامل ورفضهم القاطع للهجوم الإيراني.
في المجمل، يمثل وصول وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى الدوحة ومشاركته الفاعلة في هذا الاجتماع الاستثنائي دليلاً واضحاً على حرص المملكة ودول مجلس التعاون على تعزيز التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات الأمنية، وحماية مصالح شعوب المنطقة، والعمل على تحقيق بيئة مستقرة وآمنة تضمن التنمية والازدهار للجميع.