أعرب عضو مجلس الشورى الدكتور حسن الحازمي عن قلقه البالغ تجاه النظام الحالي للتقويم الدراسي الذي يعتمد على فترة دراسية مطولة تمتد على مدار العام، مشيراً إلى أن هذا النظام يؤدي إلى ظاهرة الغياب الجماعي المتكرر بين الطلاب، مما ينعكس سلباً على مستوى التحصيل الدراسي ويؤثر على جودة العملية التعليمية بشكل عام. وأكد الدكتور الحازمي خلال تصريحاته على ضرورة قيام وزارة التعليم بمراجعة هذا النظام بشكل عاجل، بهدف وضع تقويم دراسي متوازن يحقق الاستقرار التعليمي ويعزز من تركيز الطلاب وحضورهم المنتظم.
وأوضح الدكتور الحازمي أن طول العام الدراسي بدون فترات راحة كافية قد يؤدي إلى إرهاق الطلاب جسدياً ونفسياً، مما يدفعهم إلى التغيب المتكرر عن الحصص الدراسية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على استيعابهم للمقررات الدراسية وتحصيلهم العلمي. كما لفت إلى أن الغياب المتكرر لا يضر فقط بالطلاب أنفسهم، بل يخلق تحديات إضافية للمعلمين والإدارات التعليمية التي تجد صعوبة في متابعة مستوى الطلاب وضمان تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة. لذلك، يرى أن إعادة النظر في التقويم الدراسي ضرورة ملحة لضمان بيئة تعليمية أكثر فعالية وتحفيزاً.
وأشار عضو مجلس الشورى إلى أن التقويم الدراسي المثالي يجب أن يوازن بين فترات الدراسة وفترات الراحة، بحيث يمنح الطلاب فرصة لاستعادة نشاطهم وتركيزهم، مما ينعكس إيجاباً على أدائهم الأكاديمي. كما يجب أن يأخذ في الاعتبار الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلاب، بحيث لا يتحول التعليم إلى عبء ثقيل يثقل كاهلهم طوال العام. وأضاف أن هناك تجارب ناجحة في دول أخرى تعتمد تقويمات دراسية مرنة ومتوازنة، يمكن الاستفادة منها لتطوير النظام التعليمي المحلي بما يخدم مصلحة الطلاب والمجتمع.
من جهة أخرى، أكد الدكتور الحازمي على أهمية إشراك كافة الأطراف المعنية في عملية إعادة النظر في التقويم الدراسي، من طلاب وأولياء أمور ومعلمين، لضمان توافق النظام الجديد مع احتياجات الجميع وتحقيق نتائج إيجابية مستدامة. كما شدد على ضرورة أن ترافق هذه التعديلات سياسات داعمة تعزز من جودة التعليم وتوفر بيئة محفزة للطلاب، تشمل تحسين طرق التدريس، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، وتطوير المناهج بما يتناسب مع متطلبات العصر.
في الختام، يمثل موقف عضو مجلس الشورى د. حسن الحازمي دعوة واضحة ومباشرة لوزارة التعليم لإعادة تقييم نظام التقويم الدراسي المطول، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة تضمن انتظام الطلاب في الحضور، وتحسين مستوى التحصيل الدراسي، وتعزيز جودة التعليم بشكل عام. إن تبني تقويم دراسي متوازن ومرن سيكون له أثر إيجابي كبير على مستقبل العملية التعليمية، ويسهم في بناء جيل متعلم قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة.