المملكة ترسم ملامح الحلول العالمية لأزمات الجفاف وتؤكد على أهمية الابتكار والتعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة

تبوأت المملكة العربية السعودية موقعًا قياديًا في رئاسة الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، حيث سلطت الضوء على أهمية الابتكار والتكامل الدولي كوسائل أساسية لمواجهة أزمات الجفاف المتفاقمة في مختلف أنحاء العالم. وأكدت المملكة خلال فعاليات المؤتمر في مدينة إشبيلية بإسبانيا على ضرورة تبني آليات تمويل مرنة وشراكات مؤسسية واسعة النطاق لتعزيز القدرة على الصمود في المناطق الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، خاصة في ظل التحديات البيئية التي تهدد الأمن الغذائي والمائي العالمي.

جاء ذلك في فعالية جانبية رفيعة المستوى تحت عنوان «إطلاق الابتكار والتعاون لبناء القدرة على الصمود في وجه الجفاف»، شارك فيها عدد من الوزراء وصناديق التنمية والمؤسسات التمويلية متعددة الأطراف، حيث تم استعراض تجارب ناجحة ومبادرات مبتكرة تهدف إلى سد الفجوة بين الأدوات التمويلية التقليدية واحتياجات الدول والمجتمعات التي تعاني من ندرة المياه والجفاف. وأبرزت المملكة دورها المحوري في قيادة مبادرة IDRA التي تضم سبعين دولة وشراكة الرياض العالمية، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي.

وأكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للبيئة ومستشار رئيس مؤتمر الأطراف الدكتور أسامة فقيها في كلمته أن التصدي لأزمة الجفاف لا يمكن أن يتم عبر التدخلات الفردية فقط، بل يتطلب تحالفًا متعدد الأطراف يجمع بين الابتكار في أدوات التمويل، والتنسيق المؤسسي، والتخطيط الاستباقي. وأشار إلى أن الشراكات الفعالة بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص تمثل خطوة أساسية نحو تحقيق استثمارات شاملة تضمن تحقيق آثار ملموسة على أرض الواقع، خصوصًا في المناطق الأكثر هشاشة.

وتأتي جهود المملكة في هذا المجال في ظل تنامي المخاطر البيئية التي تتسبب بها ظاهرة الجفاف، والتي تهدد حياة مليارات الأشخاص حول العالم، حيث تشير التوقعات إلى أن أكثر من 5 مليارات شخص قد يتأثرون بأزمات الجفاف بحلول عام 2100، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لتطوير حلول مستدامة. كما تؤكد المملكة على أهمية استثمار الفرص الخضراء وتوسيع نطاق التمويل الموجه لأنشطة التكيف مع الجفاف، بما يضمن تعزيز الأمن الغذائي والمائي ويحد من النزوح القسري الناجم عن تغير المناخ.

وتم خلال المؤتمر التأكيد على أن الابتكار في التقنيات الزراعية، وإدارة الموارد المائية، واستخدام البيانات الحديثة، يشكل ركيزة أساسية لتمكين الدول من مواجهة تحديات الجفاف بشكل أكثر فعالية. كما تم التأكيد على أهمية التعاون الدولي لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وتعزيز القدرات الوطنية والإقليمية في مجال التكيف مع تغير المناخ.

في الختام، تؤكد المملكة العربية السعودية من خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف لمكافحة التصحر على التزامها بقيادة الجهود العالمية لمواجهة أزمات الجفاف والتصحر، مع التركيز على الابتكار والتعاون الدولي كسبيل لتحقيق تنمية مستدامة وحماية الموارد الطبيعية. وتعكس هذه المبادرات رؤية المملكة الطموحة في بناء مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا بيئيًا لجميع الشعوب، مع تعزيز دورها كفاعل رئيسي في القضايا البيئية العالمية.

عن admin

شاهد أيضاً

ولي العهد يتلقى اتصالًا من ملك الأردن للتشاور حول العدوان الإسرائيلي على قطر

أجرى العاهل الأردني اتصالًا هاتفيًا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحثا خلاله التطورات …