أكد وزير الخارجية أن المملكة العربية السعودية تواصل التزامها الكامل والمبدئي بالاتفاقيات الدولية الرامية إلى حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي، وفي مقدمتها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ واتفاق باريس، حيث ترى المملكة أن مواجهة التحديات البيئية تتطلب تضافر الجهود العالمية والتزامًا جماعيًا يراعي خصوصية كل دولة وظروفها التنموية والاقتصادية. وشدد الوزير على ضرورة اتباع نهج عملي وواقعي ومتوازن في معالجة قضايا المناخ، بحيث يكون منصفًا لجميع الدول، خصوصًا تلك التي تواجه صعوبات في تنفيذ التزاماتها البيئية بسبب تفاوت الإمكانيات أو الظروف الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بها، مع أهمية عدم فرض حلول أحادية أو تجاهل مصالح الدول النامية.
وفي سياق آخر، تناول وزير الخارجية بقلق بالغ ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على البنية التحتية الصحية، واستهداف المدنيين الأبرياء، تُعد انتهاكًا صارخًا ومرفوضًا للقانون الإنساني الدولي، وتحديًا واضحًا لكل ما يمثله النظام الدولي من قوانين وأعراف إنسانية وأخلاقية. وأوضح أن هذه الاعتداءات المتكررة تقوّض كل مساعي السلام، وتزيد من حدة المعاناة الإنسانية، وتخلق بيئة لا تساعد على الاستقرار أو التعايش.
كما شدد الوزير على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتًا أمام هذه المآسي، بل يجب أن يتحرك بشكل فعّال وسريع لوضع حد لهذا الوضع المأساوي، من خلال تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والعمل على إنهاء الأزمة الحالية في غزة. وأكد أن المملكة تدعو إلى تحرك دولي عاجل يهدف إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحماية المدنيين، وتوفير الإغاثة اللازمة للسكان، وصولًا إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم، يرتكز على حل الدولتين وفقًا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.