يواصل مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والتنمية، المعروف باسم «مسام»، جهوده المكثفة في مجال إزالة الألغام في الأراضي اليمنية، حيث حقق إنجازًا بارزًا تمثل في نزعه لما يزيد على 1,171 لغمًا خلال أسبوع واحد فقط. ويأتي هذا الإنجاز في إطار العمل الإنساني المستمر الذي يقوم به المشروع بهدف حماية المدنيين وتأمين المناطق المتأثرة من خطر الألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها الحرب على الأراضي اليمنية، والتي تمثل تهديدًا يوميًا لحياة ملايين الأبرياء.
ويعكس هذا العدد الكبير من الألغام المزيلة التنسيق والتخطيط المحكم الذي يتمتع به فريق العمل في مسام، والذي يضم كوادر تدريبية متخصصة تم تسليحها بأحدث المعدات التقنية لضمان أقصى درجات السلامة والكفاءة في عمليات البحث والتطهير. كما يؤكد استمرار المشروع في دعم جهود إعادة بناء البنية التحتية المحلية، تمهيدًا لعودة السكان إلى مناطقهم وشروعهم في الاستقرار والحياة الطبيعية بعد سنوات من النزاعات.
ويُعدّ مشروع «مسام» مبادرة إنسانية نوعية تبرز حرص المملكة العربية السعودية على تقديم الدعم الإنساني لأشقائها في اليمن، من خلال إزالة المخاطر التي تعيق عودة الحياة الطبيعية. ويعمل المشروع ضمن خطط متكاملة تركز على التوعية المجتمعية بخطورة الألغام إلى جانب عمليات الإزالة، وذلك لتقليل الحوادث والإصابات المرتبطة بهذه الأسلحة الخطرة، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وأشار فريق العمل في المشروع إلى أن طبيعة عمليات نزع الألغام في اليمن تتطلب درجة عالية من الحذر والفهم العميق للمناطق المستهدفة، بسبب تنوع الألغام وصعوبة تضاريس بعض المناطق، إضافةً إلى الظروف الأمنية الصعبة. وعلى الرغم من هذه التحديات، يحرص مشروع «مسام» على تنفيذ مهامه وفق أعلى معايير الجودة والسلامة بهدف تخليص المزيد من المناطق من المخاطر، والمساهمة في تحسين الأمن المجتمعي وتمكين التنمية المستدامة.
ويستمر المشروع بتوسيع رقعة عمله ليشمل مختلف المناطق اليمنية التي لازالت تعاني من أضرار ومخاطر الألغام، مما يعكس الالتزام الإنساني الذي يتسم به تجاه الشعب اليمني ورغبته في توفير بيئة آمنة تتيح فرص العودة الكريمة للمتضررين والتخفيف من معاناتهم. ويعتبر هذا العمل أحد الركائز التي تدعم الاستقرار المجتمعي وترسي قواعد السلام والأمان في اليمن.
وفي ختام حديثه، أكد مركز الملك سلمان للإغاثة على مواصلة جهوده في مكافحة مخلفات الحروب من الألغام والعبوات الناسفة، مع تعزيز حملات التوعية الشاملة، والتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية المعنية بهذا المجال. مشددًا على أن هذه المبادرات الإنسانية تأتي ضمن إطار الرؤية الإنسانية للمملكة في دعم السلام والتنمية في المنطقة، وتحقيق الاستقرار بالأدوات السلمية والبناء الإيجابي لما فيه مصلحة الشعوب الصديقة والشقيقة.