رئيس الشؤون الدينية في الحرمين الشيخ د. عبد الرحمن السديس يؤكد على أهمية تعزيز الكفاءة الميدانية وتفعيل المبادرات النوعية لنشر مفاهيم الوسطية والاعتدال وتيسيرها لقاصدي الحرمين الشريفين

أكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية في الحرمين الشريفين، على ضرورة تعزيز كفاءة العمل الميداني في مختلف المواقع داخل الحرمين الشريفين، وذلك من خلال تطوير الأساليب والآليات التي تتيح تقديم الخدمات الدينية والتوجيه الإسلامي بأسلوب عملي ومؤثر. وأشار إلى أن هذا الأمر يأتي ضمن رؤية شاملة تشمل تفعيل المبادرات النوعية الهادفة إلى نشر المفاهيم العميقة للوسطية والاعتدال، والتي تمثل الركيزة الأساسية لفهم صحيح للإسلام ودعمه في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي قد تواجه الزوار والقاصدين من مختلف بقاع الأرض.

وأشار الشيخ السديس إلى أن الوسطية والاعتدال الإسلامي هما الجوهر الذي ينبني عليه فكر التعايش والحوار والسلام، وهما الأساس في تعامل المسلمين مع الآخرين، وفي بناء علاقات قائمة على الاحترام والتسامح. وقد كثفت الرئاسة جهودها لتيسير هذه المفاهيم بين ضيوف الرحمن، من خلال البرامج الثقافية والفعاليات التوعوية التي تُقام داخل الحرمين الشريفين وخارجهما، مع الاعتماد على فرق ميدانية مكونة من علماء ومختصين لديهم قدرة على التواصل الفعال مع جميع الفئات والأعمار، نقلًا لهذه الرسالة السامية.

وأضاف رئيس الشؤون الدينية أن العمل الميداني في الحرمين لا يقتصر فقط على الجانب الروحي والعبادي، بل يشمل أيضًا تقديم التوجيه والتثقيف الذي يعزز من قيم الاعتدال والوسطية، ويُبعد عن الغلو والتطرف الذي يهدد النسيج الاجتماعي. ولهذا تسعى الرئاسة إلى تجهيز كوادر ميدانية مؤهلة ومدربة على أعلى المستويات، قادرة على التعامل مع الزوار في مختلف الظروف، وتقديم الدعم الديني والإرشادي لهم بصورة تلبي احتياجاتهم المعرفية والروحية.

كما أكد الشيخ السديس أن هذه المبادرات النوعية تأتي متزامنة مع تطوير الخدمات الدينية ورفع جودتها عبر تقنيات ووسائل حديثة، تسهل إيصال الرسائل الوسطية والاعتدالية بأكثر من لغة ووسائط متعددة، بما يناسب تنوع القادمين إلى الحرمين الشريفين. ويتم العمل على إتاحة هذه الخدمات بشكل واسع ومنتظم، مشيراً إلى أن تيسير معرفة هذه المبادئ وروح الاعتدال تلعب دورًا جوهريًا في تعزيز الأمن الفكري والاجتماعي والروحي في المجتمعات الإسلامية والعالمية.

وأشار كذلك إلى أهمية الدور الذي يلعبه قاصدو الحرمين في نشر قيم السلام والاعتدال التي يتلقونها خلال زيارتهم، حيث يصبحون سفراء لهذه الرسالة في أوطانهم ومجتمعاتهم، مما يساهم في تعزيز الحوار الإيجابي والتسامح بين الشعوب، وبث حالة من السلم والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان. كما دعا إلى تكثيف التعاون مع المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية لتعزيز هذه المبادرات وتعميم فوائدها بشكل أوسع.

وفي ختام تصريحه، جدد الشيخ عبد الرحمن السديس التزام الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين بالعمل الدؤوب والمتواصل لتعزيز الوسطية والاعتدال في أجواء الحرمين المقدسين، من خلال تطوير العمل الميداني وتفعيل المبادرات الحديثة التي تتوافق مع روح العصر ومتطلباته، مع الحفاظ على جوهر الرسالة الإسلامية السمحة التي تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة. ويؤكد أن هذا التوجه ينسجم مع رؤية المملكة في تعزيز الاعتدال وتجديد الخطاب الديني عبر وسائل عصرية، لخدمة ضيوف الرحمن وإثراء تجربتهم الروحية والثقافية في أقدس بقاع الأرض.

عن admin

شاهد أيضاً

الرئيس الفلسطيني يشيد بالمواقف السعودية: سند قوي للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع

أكد الرئيس الفلسطيني أن المواقف النبيلة التي تتبناها المملكة العربية السعودية تشكل ركيزة أساسية وسندًا …