أكد الدكتور طلال القوفي، مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء، أن التبرع بالأعضاء يمثل أحد أسمى معاني التكافل الاجتماعي، مشيراً إلى أن هذه المبادرة الإنسانية تعكس روح العطاء والتعاون بين أفراد المجتمع، حيث تساهم في إنقاذ حياة الكثيرين وتحسين جودة حياتهم بشكل كبير. وأوضح الدكتور القوفي أن التبرع بالأعضاء ليس مجرد عمل طبي فحسب، بل هو رسالة إنسانية نابضة بالقيم الأخلاقية التي تحث على التضامن والمحبة بين الناس، وهو ما يجعله من القضايا الوطنية والاجتماعية المهمة التي تحظى بدعم وتشجيع من كافة قطاعات المجتمع.
وأشار إلى أن القيادة الرشيدة في المملكة كانت من أبرز الداعمين لهذه القضية النبيلة، حيث كان الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أوائل المبادرين بالتسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء، مما يُظهر الالتزام الشخصي والوطني للقيادة في ترسيخ مبادئ العطاء والتكافل. هذه المبادرة من القيادة تعطي رسالة واضحة للمواطنين تشجعهم على الانضمام إلى هذا البرنامج ودعم حملات التوعية التي تهدف إلى زيادة أعداد المتبرعين وبالتالي تقليل معاناة المرضى الذين ينتظرون فرصة للحياة من خلال عمليات الزرع.
أضاف الدكتور القوفي أن المركز السعودي لزراعة الأعضاء يعمل على مدار الساعة لتطوير برامج التوعية والإرشاد، والحرص على تسهيل إجراءات التبرع للمواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن التقدم العلمي والتقني في مجال زراعة الأعضاء يعزز فرص النجاح للعمليات ويزيد من نسبة الشفاء وجودة الحياة بعد الزرع. كما أكد أن التبرع لا يقتصر فقط على الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد، بل يشمل أيضاً الأنسجة والعظام التي تساهم في تحسين حياة المرضى المحتاجين إلى علاجات متقدمة.
وأوضح أن هذا البرنامج يعكس تعاونًا شاملاً بين المؤسسات الطبية والجهات المعنية بالدولة، بما يضمن تنفيذ كافة الإجراءات القانونية والطبية وفقا لأعلى المعايير المهنية والأخلاقية، مع الالتزام بالخصوصية واحترام رغبات المتبرعين وأسرهم. وشدد على أهمية التوعية المستمرة في المجتمع حول فوائد التبرع وفهم المخاوف والشائعات التي قد تعوق بعض الأفراد عن التسجيل، مؤكداً أن التبرع بالأعضاء هو خيار إنساني نبيل ينقذ الأرواح ويعبر عن أعلى درجات الجود والعطاء.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور القوفي الجميع إلى النظر إلى التبرع بالأعضاء كواجب مجتمعي وإنساني يساهم في تقوية روابط المحبة والتكافل الاجتماعي، ويعزز روح المواطنة الصالحة. وأكد أن التسجيل في البرنامج يمكن أن يكون بمثابة الفرصة الحقيقية لمنح الأمل لشخص آخر يعيش في ظروف صحية صعبة، مشيراً إلى أن كل متبرع هو بطل حقيقي يمنح هدية الحياة إلى آخرين يحتاجونها، مما يجعل المجتمع أكثر تلاحماً وإنسانيةً.