شهدت العاصمة المغربية الرباط انعقاد الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، والتي تكتسب أهمية كبيرة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتفعيل التعاون المشترك على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. تأتي هذه الجولة في إطار الحرص المتبادل على تطوير الحوار السياسي وتعميق التنسيق بين الدولتين في الملفات المهمة التي تهم المنطقة العربية والعالم الإسلامي، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز الشراكة والتعاون في مجالات متعددة تهم المستقبل المشترك.
تضمنت المشاورات مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تشكل محور اهتمام الطرفين، وكذلك تبادل الرؤى والتنسيق حيال التحديات المشتركة التي تواجه العالم العربي، بما في ذلك الأزمات السياسية والتنموية، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. كما بحث الجانبان فرص التعاون في مجالات السياسة الخارجية، والتعاون متعدد الأطراف، والمشاركة في المبادرات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى دعم العمل العربي المشترك وتقوية الجبهة الموحدة في مواجهة التحديات المتنوعة.
وركزت المشاورات كذلك على استعراض العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السعودية والمغرب، مع التأكيد على أهمية دعم المبادرات التي تعزز من حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين، وتوسيع مجالات التعاون في القطاعات الحيوية مثل الطاقة، النقل، الزراعة، والسياحة، بالإضافة إلى التشجيع على تبادل الخبرات والتقنيات لدعم التنمية المستدامة في كلا البلدين. وعبر الطرفان عن تطلعهما لتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية التي تجمع بين شعبيهما، معتبرين أن هذا التواصل الإنساني يمثل ركيزة أساسية لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي.
شهدت الجولة حضور مسؤولين رفيعي المستوى من الوزارتين، كما تم عقد جلسات حوارية مكثفة تناولت آليات تعزيز الشراكة الإستراتيجية، وسبل تقوية التنسيق السياسي في المحافل الإقليمية والدولية، بما يعكس التزام البلدين بتطوير علاقاتهما المتينة القائمة على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وقد أكد الجانبان خلال هذه المشاورات حرصهما على استمرار وتعميق الحوار المتبادل في المستقبل القريب، والعمل على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بروح التعاون والتفاهم المشترك.
تعكس هذه الجولة من المشاورات السياسية الحرص المتزايد لدى كلا الجانبين على توطيد العلاقات الثنائية بين السعودية والمغرب، وتأكيد دور البلدين كركيزتين رئيسيتين في المشهد العربي والإسلامي، حيث تنطلق المشاورات من الإدراك المشترك بأن التنسيق الوثيق يعزز من قدرة الدولتين على مواجهة التحديات المتنامية وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة. كما تجسد هذه اللقاءات السياسية المتكررة الرغبة في بناء مستقبل مشترك قائم على الشراكة الحقيقية والتعاون الاستراتيجي الذي يخدم مصالح الشعبين ويعزز الدور المؤثر للبلدين في مختلف المحافل الدولية.
تأتي هذه الجولة ضمن سلسلة مباحثات مستمرة تعكس عمق العلاقة الوثيقة بين السعودية والمغرب، وتكريس التعاون السياسي والدبلوماسي بينهما، مشيرة إلى عزيمة الطرفين في توسيع أطر التعاون في مختلف المجالات لخدمة قضايا التنمية والسلام في المنطقة والعالم. مع تبادل الآراء وفتح أبواب التعاون الجديدة، يشير هذا الحدث إلى مرحلة جديدة من العمل المشترك الذي من شأنه أن يدفع بالعلاقات بين المملكة والمغرب إلى آفاق أرحب تستجيب لتطلعاتهما وطموحاتهما في مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا وازدهارًا.