الوفد السعودي إلى دمشق يشارك في منتدى استثماري ويتولى تدشين مشروع مصنع الإسمنت الأبيض في مدينة عدرا الصناعية

تستعد العاصمة السورية دمشق لاستقبال وفد سعودي رفيع المستوى في زيارة رسمية تتضمن برنامجاً اقتصادياً حيوياً يركز على تعزيز التعاون الاستثماري بين سوريا والمملكة العربية السعودية. ويشمل هذا البرنامج إقامة منتدى استثماري سوري سعودي يُعد منصة هامة تجمع رجال الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين لفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي وتنمية العلاقات التجارية والصناعية. يأتي هذا المنتدى في وقت حاسم تسعى فيه سوريا إلى استقطاب الاستثمارات الخارجية للمساهمة في تعزيز عملية إعادة الإعمار والتنمية المستدامة بعد سنوات من التحديات الاقتصادية والسياسية.

ويُعتبر المنتدى فرصة لإطلاق حوار واسع بين المستثمرين ورجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين لبحث سبل تعزيز الشراكات وتطوير القطاعات الإنتاجية والخدمية في سوريا، والتي تشكل أهمية كبيرة في تنشيط حركة الاقتصاد الوطني وتهيئة الظروف لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. يهدف الحدث إلى التوافق على رؤى واستراتيجيات مشتركة تُعزز قدرة السوق السورية على التعافي وتقديم فرص استثمارية متنوعة ومربحة، كما يشكل مساحة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة التي من الممكن نقلها إلى الجانب السوري.

وفي إطار برنامج الزيارة الاقتصادية، يشكل تدشين مصنع للإسمنت الأبيض في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق محطة مهمة وواقعية تعكس بداية خطوات عملية نحو دعم الصناعة السورية وبناء قاعدة صناعية متينة تسهم في تلبية الطلب المحلي وتعزيز فرص التصدير. يُعد هذا المصنع المشروع السعودي الأول من نوعه في سوريا بعد فترة من توقف الاستثمارات المباشرة، ويأتي كجزء من جهود مشتركة لدعم قطاع البناء والإعمار الذي يحتاج إلى مواد أساسية مثل الإسمنت الأبيض، المستخدم على نطاق واسع في مشاريع البناء الحديثة نظراً لجودته ومتانته.

ينعكس تدشين المصنع على عدد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، فهو سيخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للسكان المحليين، ويسهم في تحريك عجلة الصناعة والاقتصاد في المناطق المحيطة بريف دمشق، كما يساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير المواد بكميات أكبر وبأسعار مناسبة. وتحظى مثل هذه المشاريع بدعم كامل من الحكومتين السورية والسعودية، تعبيراً عن إرادتهما القوية في دفع مسيرة التعافي الاقتصادي على المستويين الوطني والإقليمي.

وتأتي هذه الزيارة والفعاليات المصاحبة لها في إطار اهتمام القيادة السعودية بتعزيز التعاون الاستثماري مع سوريا، وتفعيل مبادرات مشتركة تهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد السوري، وفتح أبواب جديدة أمام المستثمرين السعوديين ليلعبوا دوراً فاعلاً في مشاريع التنمية والإعمار. كما تسعى السلطات السورية إلى إظهار بيئة استثمارية محفزة ومشجعة تأخذ في الاعتبار تبسيط الإجراءات وتوفير الحوافز الضرورية لجذب المزيد من الأموال والخبرات التي تساعد في تسريع وتيرة التعافي الاقتصادي.

في المجمل، تعبر هذه الخطوة عن بداية مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين سوريا والسعودية، تكشف عن نية مشتركة لإعادة بناء جسور التعاون على أسس متينة وتوسيع العلاقات في مجالات متعددة تشمل الصناعة، الخدمات، التجارة، والبنية التحتية. ويُرتقب أن تمثل هذه المبادرات منعطفاً مهماً يحقق تنمية اقتصادية مستدامة في سوريا ويعزز من فرص الاستثمار المشترك الذي يخدم مصالح الطرفين ويعزز من دور البلدين في المنطقة.

عن admin

شاهد أيضاً

الرئيس السوري يرعى افتتاح المنتدى الاستثماري السعودي السوري في دمشق بمشاركة واسعة من مسؤولين من البلدين

شهدت العاصمة السورية دمشق حدثًا اقتصاديًا بارزًا تمثل في انطلاق أعمال المنتدى الاستثماري السعودي السوري، …